Strong>موسكو: لا نموّل النشاط السياسي في الدول الأجنبيّةبدأ العدّ العكسي لإدارة باراك أوباما البديلة. إدارة يُراهن عليها الداخل والخارج بإحداث التغيير، هذا إن حافظت المعركة الرئاسية على أوضاعها الحالية، ولم يُباغت المغامرون الجمهوريون العالم بمفاجأة

واشنطن ــ الأخبار
تبقى الأزمة الاقتصادية محور اهتمام باراك أوباما في الأسبوعين الأخيرين قبل الانتخابات العامة. عقد لأجلها اجتماعاً مع حكام ولايات ديموقراطيين ورجال أعمال وخبراء اقتصاديين في فلوريدا، جاء غداة الزخم الذي أضافته منافسته السابقة هيلاري كلينتون إلى حملته الانتخابية بعد مشاركتها في مهرجانه الانتخابي في الولاية نفسها.
وشارك في الاجتماع رئيس «غوغل» ومديرها التنفيذي إيريك شميديت، ورئيس الاحتياط الفدرالي السابق بول فولكير، وهو مستشار في حملة أوباما. وحصول الاجتماع في فلوريدا له دلالاته، فالولاية لديها معدّل بطالة يتجاوز المعدّل الفدرالي العام، فضلاً عن كونها تُعاني أسوأ معدّل في الرهن العقاري.
من جهة ثانية، شاركت كلينتون في الجولة التي قام بها المرشح الديموقراطي مع زوجته ميشيل وحاكم نيو مكسيكو بيل ريتشاردسون أول من أمس في هذه الولاية، حيث احتشد أكثر من 50 ألف شخص في تامباوسخر الديموقراطيان من المرشحين على البطاقة الجمهورية، فصرخت هيلاري أمام الحشود: «وظائف، حبيبي، وظائف» لأجل الأشخاص المتضررين من الأزمة الاقتصادية، في إشارة إلى أنّ الصرخة التي يطلقها المرشح الجمهوري جون ماكاين ورفيقته سارة بالين في الأمسيات الجمهورية: «الحفر، حبيبي، الحفر» التي أنست المواطنين همّهم الأساسي. والحفر هنا يشير إلى البحث عن حقول نفط جديد، الطرح الذي تقدّمه حاكمة ألاسكا، الولاية الغنية بالنفط، كحلٍّ للطاقة.
ومن المرتقب أن يتابع أوباما جولته في الولايات الجمهورية يومي الأربعاء والخميس عندما يجول على فيرجينيا وإنديانا قبل أن يعود أدراجه إلى مسقط رأسه هاواي، حيث يزور جدته المريضة مادلين دونهام (85 عاماً) التي قامت برعايته، وقال فيها أوباما عند قبوله ترشيح الحزب في آب الماضي: «هي ذاك الشخص الذي حرم نفسه شراء سيارة جديدة أو ثوب جديد من أجل حصولي على حياة أفضل».
وبعد أن يمضي 36 ساعة للاطمئنان إلى جدّته، يستأنف المرشح الديموقراطي حملته في الغرب للتركيز أيضاً على الولايات التي فاز بها الرئيس جورج بوش عام 2004. وقد سبقه إليها مرشحه لمنصب نائب الرئيس جوزف بايدن الذي قام بحملة في كولورادو.
في المقابل، جالت الحملة الانتخابية الجمهورية في بنسلفانيا، إحدى الولايات الهامة التي لا يزال الجمهوريون يأملون الفوز بها. وفي جولته أول من أمس في ولاية ميسوري، خاطب ماكاين حشداً لم يتجاوز الألفين، فيما استطاع خصمه أن يحشد أكثر من 100 ألف مناصر في المدينة نفسها السبت الماضي.
واستغل الجمهوريون ما قاله بايدن عن أوباما خلال مهرجان انتخابي عن توقعه أن يُمتحن بـ«أزمة عالمية» في الأشهر الستة الأولى من ولايته. ووضعت الحملة خطاب بايدن مقتطعاً على موقعها الإلكتروني. وقال ماكاين: «لا نريد رئيساً يدعو إلى اختباره من العالم، في وقت يعاني فيه اقتصادنا من الأزمات ونخوض حربين»، مضيفاً: «وما يُثير المشاكل أكثر هو طلب بايدن من المساهمين في الحملة أن يقفوا معهم عندما تحلُّ الأزمة، لأنّه لا يبدو أنّ لدى أوباما الردّ الصحيح».
مالياً، ذكرت لجنة الانتخابات الفدرالية أنّ حملة أوباما أنفقت الشهر الماضي 87.5 مليون دولار، ودخلت شهر تشرين الأول بمبلغ 133.6 مليون دولار ما يُعطيه تقدّماً على حساب منافسه الذي أنهى شهر أيلول بمبلغ 47 مليون دولار. كذلك يستمرّ جمع الحملة الديموقراطية للأموال بمعدل 5 ملايين دولار في اليوم الواحد، ما يعني أنّ الفجوة مع خصمه ستتوسع أكثر. وقد قبل ماكاين بالتمويل الفدرالي بعكس أوباما، ما يعني أن سقف جمع الأموال لدى المرشح الجمهوري محدّد بـ 84 مليون دولار في الشهرين الأخيرين قبل تشرين الثاني.
وطلبت الحملة الجمهورية «خطأً» مساهمة مالية من المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، وذلك من خلال رسالة بعث بها ماكاين يرجوه «المساهمة بأي مبلغ من 35 دولاراً إلى 5000 دولار»، مضيفاً: «اذا كان لي شرف تقديم خدمات لكم أعدك بهذا».
وأصدرت البعثة الروسية بياناً مقتضباً جاء فيه أن «الحكومة الروسية والمسؤولين فيها لا يمولون النشاط السياسي في الدول الأجنبية». وبرّرت حملة ماكاين ما حصل بأنّه «حدث خطأ في قائمة رسائل البريد الإلكتروني».
وفي بورصة الاستطلاعات، سجّل أوباما تراجعاً طفيفاً في تقدّمه على ماكاين، فبلغ الفارق بين المرشحين 9 نقاط بحسب استطلاع للرأي أجرته صحيفة «واشنطن بوست» و «أي بي سي». ونال الأول تأييد 53 في المئة والثاني 44 في المئة من المستطلعين، في تراجع نقطة واحدة عن الاستطلاع الأخير للصحيفة.