طهران ــ محمد شمصتمكنت روسيا وإيران وقطر أمس من تحقيق فكرة لطالما راودت المسؤولين الإيرانيين عن تأسيس منظمة دولية للغاز على غرار «أوبك» للنفط. فكرة جديدة تكرّس قطباً اقتصاديّاً في المنطقة، يُسهم في تقليص نفوذ الأحادية القطبية الاقتصادية في العالم.
ومع اجتماع مندوبي الدول الثلاث، وهي من أكثر الدول امتلاكاً لمصادر الغاز في العالم، في طهران أمس، وُلدت منظمة «غاز أوبك».
وكان المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي الخامنئي، قد طرح الفكرة على رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، نيكولاي باتروشيف، في طهران قبل أشهر، حين أبلغه «أن التعاون بين إيران وروسيا في مجال الغاز يمكن أن يؤسس لمنظمة دولية على غرار منظمة أوبك». وبعدها، توالت الجلسات والنقاشات بين الطرفين تمهيداً لولادة المنظمة، الّا أن الذي دفع نحو ولادتها بسرعة، الأزمة الاقتصادية العالمية وما تركته من تداعيات وارتدادات، ولا سيما انخفاض الطلب العالمي على النفط في مقابل زيادة الطلب على الغاز.
تغيير طارئ في أوضاع الاقتصاد العالمي، وضع إيران أمام فرصة وصفها الرئيس محمود أحمدي نجاد بالتاريخية، إذ قال: «إن التغيير في أوضاع الاقتصاد العالمي هو فرصة تاريخية واستثنائية لإيران، وعلينا الآن تقديم نموذج للعالم يحكم العلاقات الاقتصادية السلمية انطلاقاً من مفهومَي العدالة والإنسانية».
من جهته، قال وزير النفط الإيراني، غلام حسين نوذري، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القطري عبد الله العطية والمدير العام لشركة «غاز بروم» الروسية الكسي ميلر، إن «إيران وقطر وروسيا تمتلك 60 في المئة من احتياطي الغاز في العالم، وقد اتخذت قرارات كبرى عبر تأسيس منظمة مشتركة للغاز، واتفقت على التعاون في مجالات تطوير حقول الغاز واكتشافها والاستثمارات المشتركة والتسويق وإكمال شبكة إيصال الغاز إلى الدول النامية والأسواق الجديدة في آسيا».
أمّا نظيره القطري، فقد ذكر من جهته أن «اجتماع الدول الثلاث التي تمتلك أكبر مصادر الغاز في العالم، يدل على وجود إرادة سياسية لدى قادتها لتوسيع تعاونها وتطويره»، مشيراً إلى أن الاجتماع الثاني سيكون في الدوحة ويليه اجتماع ثالث في موسكو.
وفي السياق، قال مدير الشركة الروسية إن «هذه المنظمة هي بمثابة ترويكا للغاز أُنشئت للمرة الأولى، ويمكن أن تكون مفيدة ومؤثرة على مستوى السوق العالمي للغاز وتمكنه من الحفاظ على أسعاره واستقراره وضمان سوق عادل للمستهلك والمنتج على السواء».
ووجه المسؤول الروسي دعوة إلى الدول الأخرى المنتجة للغاز للانضمام إلى المنظمة، على أن تطرح عضوية الدول الجديدة في الاجتماع الثالث الذي سيعقد في موسكو خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة.
في هذه الأثناء، افتتح الرئيس الإيراني مرحلة الإنتاج في أكبر حقل للغاز في منطقة عسلوية في محافظة بوشهر، وبدأ حقل «فارس» بإنتاج 800 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً، على أن يصل إنتاجه بعد شهر إلى مليار قدم مكعب يومياً.
من جهة أخرى، قال نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي، محمد رضا باهنر، إن على النواب الإيرانيين درس الرسالة التي بعث بها 60 عضواً في الكونغرس الأميركي إلى البرلمان الإيراني، مشيراً إلى أن «على أميركا اتخاذ المزيد من الإجراء‌ات المهمة لفتح باب الحوار مع إيران».
كذلك نفى رئيس اللجنة الاقتصادية في البرلمان، غلام رضا مصباحي مقدم، عقد أي لقاءات مع مسؤولين أو نواب أميركيين. وقال «إن وفد البرلمان الإيراني الذي زار الولايات المتحدة أخيراً للمشاركة في اجتماعات صندوق النقد الدولي أجرى زيارة عادية للكونغرس الأميركي مثل أي زائر آخر».