الجمهوريّون أنفقوا 150 ألف دولار على أزياء سارة بالينلم يكن ينقص حملة جون ماكاين إلّا أن يُعلن تنظيم «القاعدة» تأييده له في الانتخابات الرئاسية حتى تكتمل مأساته في ظلّ سباق قد يقطع أنفاسه قبل إنهائه. فهل هو فأله السيء الذي يدرُّ عليه المصائب بين الفينة والأخرى أم حظ باراك أوباما، أم أن للأمر عقلاً مدبّراً؟
ذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس، أنّ موقعاً إلكترونياً تابعاً لتنظيم «القاعدة» أعلن تأييده للمرشح الرئاسي جون ماكاين، معتبراً أنّ الأزمة المالية التي تعانيها الولايات المتحدة دليل على نجاح استراتيجية التنظيم المعتمدة على الإضرار بالاقتصاد من خلال الأعمال الحربية.
ونقلت الصحيفة عن موقع «الحسبة» أنّ ماكاين سيتابع «المسيرة الفاشلة نفسها لسلفه الرئيس جورج بوش»، وعليه «سيكون على القاعدة أن يدعم ماكاين في الانتخابات المقبلة».
والإعلان يأتي في سياق التعليقات السابقة التي أوردها الموقع للتنظيمات الحليفة لـ «القاعدة» و«طالبان». واعتبر الموقع أنّ «الأزمة المالية التي تمرّ بها أميركا هي نتيجة الحروب الظالمة التي تشنّها على بلاد المسلمين».
وقال أحد المعلقين في الموقع «محمد حفيد» إنّ «الهجوم الإرهابي سيدفع الأميركيين للاقتراع إلى جانب ماكاين كي ينتقم لهم من القاعدة»، مضيفاً «سينجح بعدها القاعدة في إرهاق الموارد الأميركية».
في هذا الوقت، يواصل المرشحان جولاتهما الانتخابية. وحملت الحملة الجمهورية ماكاين أمس إلى أوهايو، حيث من المقرّر أن يعقد لقاءين انتخابيّين برفقة مرشحته لمنصب نائب الرئيس سارة بالين. وكان قد عقد لقاءات في ولاية نيو هامبشير، التي يتفوّق عليه أوباما فيها بفارق كبير، بحسب استطلاعات الرأي.
من جهة ثانية، اتهمت الحملة الجمهورية الديموقراطيين باستغلال الأزمة المالية. وقالت، في بيان، «من المرجح أن يقترح الكونغرس، الذي يتحكم فيه الديموقراطيون، إجراءات إضافية. لا نعتقد أنّ الأزمة الوطنية يجب أن تُستخدم إجازة للإنفاق العشوائي والمشاريع الخاصة». وشدّدت على أنّ رفع الضرائب وتقليص التجارة الدولية جعلا الوضع الاقتصادي أسوأ في الماضي، في إشارة إلى سياسات الديموقراطيين الاقتصادية.
ديموقراطياً، تابع أوباما جولاته في الولايات التي صوّتت للجمهوريين في الانتخابات السابقة، وكان من المقرّر أن يُقيم حشدين انتخابيين في فيرجينيا يركّز خلالهما على الاقتصاد وذلك عقب الاجتماع الاقتصادي الذي عقده أول من أمس في ولاية فلوريدا.
وجدّد أوباما انتقاده لخطة ماكاين الاقتصادية التي تدلّ على «جهله العنيد، وتمنيات، وإيديولوجيا عفا عنها الزمن»، قائلاً «لدي أخبار للسيناتور ماكاين، العائلات العاملة التي ضُربت بقوة جراء الأزمة الاقتصادية، الأشخاص الذين لا يستطيعون أن يدفعوا رهاناتهم العقارية وفواتيرهم الطبية ويرسلوا أولادهم إلى الجامعات، لا يستطيعون أن ينتظروا لنرى ما العمل»، في إشارة إلى تقرير لمستشار ماكاين الاقتصادي يقول فيه إن المرشح الجمهوري يفضل أن يقوّم أولاً تأثير خطة إنقاذ الـ 700 مليار دولار التي جرى إمرارها هذا الشهر.
كما كان مقرّرا أن يعقد أمس أوباما اجتماعاً بشأن الأمن القومي والسياسة الخارجية مع اختصاصيين من ضمنهم، الوزير السابق للبحرية ريتشارد دانزيغ والسفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة ريتشارد هولبروك والموفد السابق إلى الشرق الأوسط دنيس روس والمفاوضة السابقة مع كوريا الشمالية ويندي شيرمن. وسيشارك أيضاً مرشحه لمنصب نائب الرئيس جوزف بايدن عبر الهاتف ووزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت والمستشارة الأولى لأوباما، سوزان رايس.
وفيما يحافظ أوباما على موقعه المتقدّم في استطلاعات الرأي، التي أظهرت أن الفارق مع ماكين وصل إلى 10 نقاط، ثبت أنّه لو كان العالم سيصوّت لحصل المرشح الديموقراطي على أصوات مضاعفة أربع مرات عن ماكاين، حسبما كشف استطلاع أجراه معهد «غالوب» في سبعين بلداً تمثّل نحو نصف العالم.
(الأخبار)

وقالت المتحدثة باسم الحملة، ترايسي شميت، إنّ الملابس التي اشترتها بالين سيجري التبرّع بها لجمعيات خيرية كما تجري العادة بعد انتهاء الحملة الانتخابية.
من جهتها، لم تعلّق حملة المرشح الديموقراطي باراك أوباما على التقرير، غير أن أحد المسؤولين فيها قال «أتساءل عما يشعر به جو السباك عندما يعلم أن تبرعاته تذهب لتمويل مشتريات بالين».
(يو بي آي)