استناداً إلى مؤشرات استطلاعات الرأي، والوضع المتين للديموقراطيين داخل الولايات التي صوّتت لهم سابقاً وقوّة دفع الماكينة الانتخابية الديموقراطية في الولايات التي صوّتت للجمهوريين، تبدو مهمة جون ماكاين لإلحاق الهزيمة بخصمه شبه مستحيلة
شهيرة سلّوم
لو جرت الانتخابات الرئاسية اليوم، لا شك أن باراك أوباما سيفوز، وذلك جرّاء ضمانه لـ21 ولاية تملك 259 صوتاً انتخابياً فضلاً عن تقدّمه على خصمه الجمهوري، جون ماكاين، في ثلاث ولايات تعدُّ 27 صوتاً، فيما يحتاج إلى 270 صوتاً انتخابياً كي يفوز، هذا إن لم يؤخذ بالاعتبار أن الولايات التي صوتت للجمهوريين في الانتخابات السابقة يجتاحها أوباما أخيراً وتُشير استطلاعات للرأي إلى تقدّمه فيها.
والولايات المضمونة لأوباما هي: كاليفورنيا التي تُحصي 55 صوتاً انتخابياً. ميتشيغن التي تُحصي 17 صوتاً انتخابياً، وحاول الجمهوريون اختراقها إلّا أنّهم عدلوا عن ذلك، بعدما وجدوا أنّ مهمتهم مستحيلة. نيويورك، ولاية منافسته السابقة هيلاري كلينتون، ولايته إليانوس، وبنسلفانيا التي تراهن حملة ماكاين على الفوز بها رغم الوضع المتين للديموقراطيين فيها بعدما خسرها أوباما لكلينتون في الانتخابات التمهيدية. وذلك إضافة إلى واشنطن وأوريغون ومينيسوتا وويسكونسين وأيوا وماريلاند ونيوجيرسي وكولومبيا وديلاوار وكونكتيكوت ورودي آيلاند وماسوستش ونيوهامبشير وفيرمونت وماين وهاواي.
أما الولايات التي يتقدّم المرشح الديموقراطي فيها، لكن يُتوقّع أن تشهد منافسة شديدة، فهي ثلاث ولايات: كولورادو ونيومكسيكو وفيرجينيا، وتعدُّ 27 صوتاً. وإن صدقت استطلاعات الرأي، فانّ المرشح الديموقراطي سيفوز بانتخابات الرابع من تشرين الثاني المقبل بـ (27+ 259= 286 صوتاً انتخابياً) من أصل 270 صوتاً يحتاج إليها للفوز.
في المقابل، يتقدّم ماكاين في 17 ولاية لا يتعدّى مجموع أصواتها الانتخابية الـ 137، أكبرها تكساس التي تُحصي 34 صوتاً، وألاسكا التي تحكمها سارة بالين وتُحصي أصوات قليلة لا تتجاوز 3، وولاية ماكاين، آريزونا التي تُحصي 10 أصوات انتخابية، فضلاً عن إيداهو وأوتاه ويومينغ وساوث داكوتا ونبراسكا وكنساس وأوكلاهوما وأركنساس ولويزيانا وميسيسبي وآلاباما وتينيسي وكنتاكي وساوث داكوتا، وجميعها ولايات تتمثل بأعداد قليلة من المندوبين تراوح بين 3 مندوبين و11 مندوباً. كما يتمتع بالأفضلية في ولايتين هما مونتانا وجورجيا اللتين تعدّان 18 صوتاً. وفي المجمل يمكن ماكاين أن يفوز بـ (18 + 137= 155 صوتاً انتخابياً).
أما الولايات الحاسمة، حيث من المرتقب أن تكون المنافسة على أشدّها، فهي 8 وتُحصي جميعها 97 صوتاً: أكبرها فلوريدا التي تعدُّ 27 صوتاً انتخابياُ. وميسوري، التي صوّتت لجورج بوش في الانتخابات السابقة، وجال فيها المتنافسان في الأيام الماضية، ونظراً للحشود الغفيرة التي تجمهرت حول أوباما في مقابل الأعداد المتواضعة التي لاقت ماكاين (100 ألف مقابل ألفين)، فإنّ أوباما يتمتع بالأفضلية للفوز بها. إضافةً إلى نيفادا ونورث داكوتا وأنديانا التي فاز بها بوش في الانتخابات السابقة بفارق تعدّى الـ 15 نقطة. وأوهايو التي ينشط فيها الحزبان وتُعدُّ نموذجاً مصغراً عن الدولة الفدرالية نظراً لتكوينها الديموغرافي والاقتصادي. ونورث كارولينا التي، فاز بها جورج بوش بفارق 12 نقطة في انتخابات عام 2004، وأخيراً وست فيرجينيا.