يتباهى دايفيد بترايوس، بتجربة «الصحوات» العراقية، ويسعى إلى إسقاطها على مناطق أخرى أصبحت ضمن نطاق مهامه، أفغانستان وباكستان، لمحاربة «القاعدة» في المناطق الحدودية
واشنطن ــ الأخبار
ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أنّ باكستان تخطط لتسليح عشرات الآلاف من رجال القبائل الذين يقاتلون حركة «طالبان» في المنطقة الشمالية الغربية الحدودية، على أمل، تشاركها فيه واشنطن، أن تتمكّن الميليشيات الناشئة من تكرار تجربة «صحوات» القبائل التي قاتلت «القاعدة» في العراق. وستتلقى الميليشيات التي تدعى «العسكر»، بنادق هجومية «أي كاي 47» صينية الصنع، إضافة إلى أسلحة صغيرة أخرى. وذكر مسؤول باكستاني أنّ المعدّات العسكرية دُبِّرَت خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس آصف زرداري إلى الصين. ولفتت الصحيفة إلى أنّ قرار تسليح «العسكر»، التي تنظمت في مجموعات قتالية في الأشهر القليلة الماضية وتضم نحو 14 ألف مقاتل يحاربون في باجور، هو واحد من بين مجموعة أعمال دفعت «البنتاغون» إلى الاعتقاد بأنّ الجهود الباكستانية لمحاربة الإرهاب أصبحت أكثر هجومية. فقد وصل الأسبوع الماضي، بعد شهور من المماطلة الباكستانية، نحو 30 مدرّباً عسكرياً أميركياً، سيزودون الجيش الباكستاني معلومات عن مكافحة الإرهاب، وبدوره سيدرب الجيش الشرطة الحدودية والقوات الحكومية شبه القتالية في المناطق القبلية.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم «البنتاغون» جيوف موريل قوله: «نحن متحمسون لما نراه من القوات الباكستانية في المناطق القبلية»، في إشارة إلى العملية العسكرية التي يشنّها الجيش منذ آب الماضي في منطقة باجور. وأضاف: «ما تقوم به القوات الباكستانية منذ شهرين يُحدث تغييراً على الجهة المقابلة من الحدود، حيث تقاتل القوات الأميركية في أفغانستان».
من جهتها، تصرُّ إسلام آباد على أنّ عملية تسليح «العسكر» هي فكرتها، وهي من تدفع مقابلها. وقال مسؤول باكستاني للصحيفة: «الأميركيون لا يعطوننا سنتاً واحداً».
في المقابل، يرى مسؤولون أميركيون أنّ باكستان أنجزت القليل مقارنة بالاستراتيجية الشاملة المطلوبة لمكافحة الإرهاب التي تتضمن أبعاداً أمنية واقتصادية وتنموية. وقال أحدهم: «سرّ نجاح هذا النوع من العمليات هو الشاي»، في إشارة إلى الجلوس مع زعماء القبائل وتناول الشاي معهم وسؤالهم عمّ يحتاجون إليه لجعل حياتهم أفضل.
وحذّر مسؤول عسكري من أنّ إسقاط تجربة الصحوات في المناطق القبلية الباكستانية سيكون أصعب بكثير من العراق. فرجال القبائل الباكستانية لا يملكون الأسلحة والمعدّات الكافية والثقيلة، بعكس القبائل العراقية.
من جهة ثانية، تعتمد الاستخبارات الأميركية طريقاً ثانية لمحاربة «القاعدة» تقوم على ضربات جوية خاطفة ضدّ أهداف بعينها. وقد ارتفع عدد هذه الضربات في شهري آب وأيلول، حيث بلغت 11 ضربة مقابل 6 ضربات في الأشهر الثماني التي سبقتها. وفي ضربة وجهتها أمس إلى مدرسة دينية في المنطقة القبلية، قُتل أكثر من 11 شخصاً.
ومن المقرّر أن يصل نهاية هذا الأسبوع رئيس جهاز الاستخبارات الباكستاني الجديد أحمد شوجا باشا إلى واشنطن لإجراء محادثات مع رئيس الاستخبارات الأميركية المركزية مايكل هايدن. وعُيّن باشا في منصبه الشهر الماضي، بعدما وجده رئيس الحكومة يوسف جيلاني وقائد الجيش أشفاق كياني أكثر تجاوباً مع القيادات المدنية ومحبوباً من الأميركيين.


يتوقع أن يزور رئيس القيادة المركزية الأميركية، دايفيد بترايوس، باكستان وأفغانستان أواخر الشهر الجاري، على أمل أن يستطيع تنفيذ عناصر من استراتيجيته التي اتبعها خلال توليه القيادة العسكرية في العراق في هذين البلدين