طهران ــ الأخبارلم ينجح اتفاق الدوحة الذي عُقد أخيراً بين علماء سنة وشيعة، في إزالة المخاوف والقلق لدى مراجع الحوزة الدينية في مدينة قم الإيرانية، حيث يستشعرون الخطر من «الحملة المنظمة والمتواصلة على الشيعة»، وإن استطاع ـــــ إلى حد ما ـــــ تهدئة الخواطر والنفوس بين رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، يوسف القرضاوي، وأمين المجلس العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، محمد علي التسخيري.
اتّفاق الدوحة الذي عُقد الأسبوع الماضي لمحاصرة تداعيات تصريحات القرضاوي ضد الشيعة وإيران، كان قد أوصى بوقف الحملات الإعلامية المضادة والسجالات أو النقاشات العقائدية في وسائل الإعلام.
غير أن علماء مدينة قم (معقل العلوم الدينية الثاني في العالم بعد النجف) يعتقدون أن ثمة حملة تقودها الحركة الوهابية، مدعومة من قوى إقليمية ودول عربية، ولا سيما السعودية، لمواجهة «المد الشيعي».
وفي هذا السياق، وجّه أحد المراجع في قم، آية الله العظمى الشيخ وحيد الخراساني، انتقادات شديدة اللهجة لشيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، ومفتي السعودية عبد العزيز آل شيخ، بسبب مواقفهما الأخيرة من الطائفة الشيعية، مشيراً إلى «إساءات متواصلة من علماء سنة للمسلمين الشيعة ومذهبهم».
ودعا الخراساني علماء السنة إلى المناظرة المباشرة، مخاطباً هؤلاء العلماء في أثناء حلقة دراسية بقوله: «إنكم تتهجّمون منذ سنوات على المذهب الجعفري وعلى رئيسه وتظلمون الشيعة، إذا كان لديكم القدرة فتفضلوا إلينا لنتناقش ويتبين أي المذهبين على حق».
وأشار الخراساني، في انتقاده لعلماء السنة الذين يكفّرون الشيعة، إلى رواية مالك ابن أنس بالقول: «استناداً إلى هذه الرواية، فإن قادة وعلماء وأتباع المذاهب الأربعة: المالكي والشافعي والحنبلي والحنفي، مشركون».
«الحملة السلفية الوهابية»، وما يتواتر عن دعم سعودي منظّم وراءها، دفعت مراجع الحوزة الدينية، لإصدار فتاوى تحرّم التعامل مع الوهابيين. وقال آية الله العظمى الشيخ حسين نوري الهمداني، في إجابته عن سؤال في شأن جواز أو حرمة التعامل مع الوهابيين: «هذا التعامل يعود عليهم بالنفع ويستخدمون أمواله في محاربة الشيعة»، مضيفاً: «بناءً على الفرض المذكور ومن دون شك، هو أمر حرام وينبغي اجتنابه».
كما أفتى آية الله العظمى ناصر مكارم الشيرازي بحرمة التعامل مع الوهابية، وقال: «بناءً على فرض السؤال، فإنه أمر غير جائز».
من جهته، وجّه المفكر آية الله جعفر سبحاني رسالة جوابية إلى الشيخ القرضاوي بشأن تصريحاته التي اتهم فيها إيران بنشر التشيّع بين شباب أهل السنة، لكن لم يكشف عن محتواها.