strong>سارة بالين تدافع عن فاتورة ثيابها: لو يعلم الناس فقط كم نحن مقتصدونلحقت «نيويورك تايمز» بزميلاتها وبايعت باراك أوباما، في خطوة ليست مفاجئة، فهي اعتادت دعم الديموقراطيين، منذ جون كينيدي عام 1960. «المبايعات الإعلامية» التي تأتي على مشارف الانتخابات، مُهّد لها من خلال الانحياز الفاضح لأوباما الذي رجّح كفته على جون ماكاين

واشنطن ــ محمد سعيد
أعلنت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، تأييدها للمرشح الديموقراطي باراك أوباما، ولحقها المتحدث باسم البيت الأبيض، سكوت ماكليلان. ضربات توجع بشدّة الحملة الجمهورية، بالتزامن مع تعليق أوباما لحملته الرئاسية من أجل زيارة جدّته المريضة في هاواي، في ظل استطلاعات جديدة للرأي تُنعش موقعه المتقدّم مجدّداً في المعركة الرئاسية.
ولحقت «نيويورك تايمز» بزميلاتها، «واشنطن بوست» و«لوس أنجليس تايمز» و«شيكاغو تريبينيون» وغيرها من الصحف الأميركية، التي أعلنت مبايعتها لأوباما. وقالت، في افتتاحيتها الرئيسية، إن أوباما «يُظهر بطريقة متزايدة قدراته كزعيم ويعزّز وعوده الأولى للأمل والتغيير».
وكانت الصحيفة قد أيّدت أثناء الانتخابات التمهيدية، هيلاري كلينتون، للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي، وجون ماكاين للحزب الجمهوري. غير أنها قالت أمس إنّ أوباما أزال منذ وقت طويل التحفظات التي دفعتها لاتخاذ ذلك القرار، مضيفةً «لقد أظهر رزانة وتقديراً صائباً للأمور، نعتقد أنّ لديه الإرادة والقدرة على إنشاء إجماع سياسي عريض ضروري لإيجاد حلول لمشاكل هذه الأمة». وأوضحت أن الاختيار بين أوباما وماكاين كان سهلاً، فالأخير «سعى لإرضاء مطالب لا حد لها، والرؤية الضيقة لتيار أقصى اليمين».
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الرئيس الجمهوري جورج بوش، ونائبه ديك تشيني، قد روّجا للحرب على العراق. وأصدرت حكومة بوش قوانين تمسّ الحريات والحقوق المدنية وهو ما حظي بتأييد ماكاين.
صفعة ثانية تلقاها الجمهوريون في اليوم نفسه، فقد أعلن المتحدّث السابق باسم البيت الأبيض، سكوت ماكليلان، تأييده لأوباما. وأشار إلى أنه قال منذ البداية إنّه سيدعم المرشح الذي سيكون أمامه فرصة أفضل لإحداث تغيير في الأسلوب الذي تعمل به واشنطن، والذي سيكون أمامه فرصة للتنفيذ، لذا فسيصوّت لأوباما.
وكان ماكليلان قد أصدر كتاب «ماذا حدث: داخل أروقة البيت الأبيض وثقافة الخداع»، انتقد فيه سياسة بوش وجوقة المحافظين الجددفي هذا الوقت، عزّز أوباما تقدّمه في آخر استطلاعات للرأي، مستعيداً موقعه، وأظهر استطلاع «نيويورك تايمز ــ سي بي أس» تقدّم أوباما بـ13 نقطة على ماكاين على الصعيد الوطني (52 في المئة مقابل 39 في المئة لماكاين). ورغم تقدّمه، ظهرت مؤشرات مقلقة في استطلاعات الرأي، حيث تراجعت نسبة التأييد له 12 نقطة في صفوف الناخبين المستقلين، لكنه لا يزال متقدماً بست نقاط.
وفي استطلاع «رويترز ــ سي سبان ــ معهد زغبي»، تقدّم أوباما بفارق 10 نقاط. وبين فئة النساء يصل الفارق إلى 20 نقطة. وحصل على 94 في المئة من أصوات السود، و70 في المئة من أصوات ذوي الأصل اللاتيني.
وعلى المستوى المحلي، أظهر استطلاع لصحيفة «ديترويت نيوز»، تقدّمه بـ 14 نقطة في ولاية ميتشيغين. كذلك أظهر استطلاع لـ «ثري كينيبياك يونيفيرسيتي» أنّ المرشح الديموقراطي متقدّم في الولايات الحاضنة للجمهوريين. في أوهايو وبنسلفانيا يتقدّم بـ 13 نقطة، وفي فلوريدا بفارق 5 نقاط. كما يتقدّم في أنديانا وويسكونسين وأيوا وأليانوس ومينيسوتا.
في ظل وضعه المتين، قطع المرشح الديموقراطي حملته الرئاسية، مساء أول من أمس، كي يمضي وقته في هاواي لزيارة جدّته المريضة التي ربّته، ليعود ويستأنف حملته اليوم، حيث يجول في نيفادا. وقال أوباما، في مقابلة مع «سي بي أس»، إنّه «لا يريد أن يرتكب الخطأ نفسه مرتين»، في إشارة إلى أنه حين ماتت والدته من السرطان عام 1995 عن عمر لا يتجاوز 53 عاماً، كان قد وصل إليها متأخراً. فيما أشار في مقابلة مع «أي بي سي» إلى أنّ جدّته «مريضة جداً»، وربما لن يتسنى لها أن ترى الرابع من تشرين الثاني المقبل. وقال «من دون الدخول في التفاصيل، لسنا متأكدين أنها ستتمكّن من الاستمرار لترى يوم الانتخابات».
على الجهة المقابلة، لا تزال الحملة الجمهورية تلملم تداعيات إنفاق سارة بالين 150 ألف دولار على ثيابها وتأنقها من جيب الحملة منذ إعلان ترشحها لمنصب نائب رئيس، ولا سيما أنّها انطلقت بحملتها باسم «مرشحة الشعب» التي تشبه حياتها حياتهم اليومية.
ولامت سارة الانتقادات التي وُجّهت إليها، وعزتها إلى «التحيّز الجنسي»، مشيرةً إلى أنّ شعر المرشح الذكر وثيابه قلّما يهمّان. وقالت «من المؤلم أن تنتقد من أجل شيء لا تكون كل الحقائق بشأنه معلنة»، مضيفةً «لو يعلم الناس كم نحن مقتصدون».