يبدو ألفارو أوريبي غارقاً في البحث عن ثغرة دستورية للفوز بولاية ثالثة، إلّا أن فوز باراك أوباما، الرافض لاتفاقية التجارة الحرة مع كولومبيا، إضافة إلى الإضرابات التي تجتاح شوارع البلاد، قد تعوق مساعيه
بول الأشقر
فشل لقاء القمة الذي كان يفترض عقده أول من أمس في مدينة كالي بين الزعامة الهندية التي قادت مسيرة للحصول على أراضيها التاريخية الموعودة منذ أكثر من عقد، والرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي، الذي وصل إلى مكان اللقاء متأخراً، وذلك بعدما كانت القيادات الهندية قد قررت الانسحاب منه.
وأتى التحرك الهندي بعد أيام قليلة من ثورة موظفي القطاع العام، وإضراب سائقي الشاحنات وعمال قصب السكر منذ أكثر من شهر، وبعد الإضراب الذي عطل القضاء خلال 44 يوماً، ما أجبر أوريبي على إعلان «حالة طوارئ قضائية». وهذه التحركات تحمل مطالب خاصة بكل قطاع يجمع بينها التنديد بنزعة الحكومة في «تجريم» التحركات الاجتماعية، وباستمرار اغتيالات النقابيين التي وصلت عام 2008 إلى أربعين قتيلاً. وفيما كان من المفترض أن تفتح سنة الانتصارات المثيرة التي حققها أوريبي على «الفارك» الطريق أمام ولاية ثالثة مهّد لها بعريضة وطنية جمعت خمسة ملايين من التواقيع، لم تسهم الرياح الآتية من الولايات المتحدة في تسهيل هذا الطموح. وقد يمثل انتخاب المرشح الديموقراطي باراك أوباما ضربة قاسية لحلم حليف الرئيس جورج بوش الأول في القارة.
ونجح أوباما، وهو معارض شرس لاتفاقية التجارة الحرة مع كولومبيا، في وضع هذه الأخيرة في ثلاجة الكونغرس بسبب «واقع حقوق الإنسان» في هذا البلد، وعلاقة القضاء السيئة مع أوريبي، ما جعل خوزي فيفانكو، مدير «هيومان رايتس واتش» يتهم الدولة الكولومبية بـ«اللجوء إلى شتى الوسائل لتعطيل عمل مجلس القضاء الأعلى».
والخلاف قائم منذ أن بدأ القضاء يحقق بعلاقات السياسيين، وأكثرهم من أنصار أوريبي، بميليشيا «الباراميليتاريس»، ما أدى حتى الآن إلى استقالة أو اعتقال نحو 20 في المئة من أعضاء الكونغرس.
واستقالت الخميس الماضي مديرة المخابرات، ماريا ديل بلار هورتادو، بعدما كشف «القطب البديل»، الحزب اليساري المعارض، عن تعليمات رسمية صدرت للتحقيق بنشاطاته وبعلاقات زعمائه السياسية والخاصة.
كذلك فُصل ثلاثة عقداء من الجيش واعتُقلوا لتورطهم في عمليات تصفية عشرات العاطلين من العمل، اختُطفوا في ولايات كولومبية عديدة قبل رمي جثثهم في أنحاء أخرى من البلد، وعرضها كأنها لمقاتلين من «الفارك» سقطوا في معارك مع الجيش.
وبالرغم من شعبيته العارمة، لن يكون سهلاً على أوريبي شق الطريق أمام ولاية ثالثة في الكونغرس، وخصوصاً أن رؤساء الأحزاب التي تؤيده تنتظر الفرصة لتطلق مشاريعها الخاصة في الانتخابات الرئاسية بعد أقل من سنتين. وينص الدستور الكولومبي على ولاية وحيدة دون حق للرئيس في إعادة الترشح.
وعام 2006، نجح أوريبي في تعديل الدستور «لمرة واحدة»، وهو لا يزال يتأرجح الآن بين درب تعديله لولاية ثالثة أو لإعطائه حق الترشح عام 2014. وضمن ميزان القوى الحالي، الاحتمال الثاني مضمون، وقد يحظى بتأييد المعارضة. أما الخيار الأول، فصار الآن محفوفاً بالمخاطر.
إلى ذلك، نجح عضو الكونغرس الكولومبي السابق، أوسكار توليو ليزكانو، في الفرار من منظمة «الفارك» بعد اعتقال دام ثماني سنوات. وليزكانو، أقدم رهينة سياسية بأيدي «الفارك»، تمكن من الوصول إلى مركز للجيش بعد هروب دام ثلاثة أيام برفقة المسؤول عنه، المقاتل «إيسازا»، الذي كوفئ بحصوله على اللجوء السياسي في فرنسا.