بغداد ــ الأخبارتبدو واشنطن، يوماً بعد يوم، أكثر تشاؤماً من إمكان توقيع الاتفاقية الأمنية مع بغداد؛ فقد أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، دانا بيرينو، أن «حسابات القيادات العراقية تجعل من توقيع الاتفاقية أمراً صعباً»، مشيرة إلى أنه «لو كانت طريق الاتفاقية سهلة، لكان العراقيون وقّعوها، لكنني أعتقد أن هذا الأمر صعب».
في هذا الوقت، جدّد نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، روبرت وود، تقدير إدارته بأن «باب مفاوضات الاتفاقية وتعديلها يسير بسرعة نحو الإقفال».
ورداً على سؤال عن موقف واشنطن من لائحة التعديلات التي تقدمت بها حكومة بغداد، قال وود «لم تسنح لي الفرصة بعد لدراسة التعديلات المطلوبة عراقياً، لكننا لا نزال نعتقد بأن لدينا مسودة جيدة، وباب التفاوض وحتى التحاور من جديد يقفل بسرعة»، ملمحاً إلى قرب موعد العشرين من كانون الثاني حين تنتهي ولاية الرئيس جورج بوش.
وعن تفاصيل تلك التعديلات، كشف النائب عن حزب نوري المالكي (الدعوة الإسلامية)، علي الأديب، أنها تتعلق بخمس نقاط، أبرزها إعادة صياغة بعض المواد في النسخة العربية «بسبب صياغتها غير الدقيقة»، إضافة إلى إلغاء عبارة «إمكان طلب تمديد بقاء القوات الأميركية في البلاد» ليصبح الموعد النهائي وغير المشروط للانسحاب الأميركي نهاية عام 2011.
وكرر الأديب ما بات معروفاً من أن حكومته تريد تعديل إحدى مواد الولاية القضائية وما يتعلق بـ«البريد» العسكري، إذ تطالب بغداد «بإخضاع جميع المواد الداخلة إلى العراق والخارجة منه للتفتيش والرقابة».
في المقابل، شدد الرئيس العراقي جلال الطالباني، في بيان رئاسي أمس، على ضرورة «تعريف الشعب العراقي بأطيافه المختلفة ببنود الاتفاقية وأهمية توقيعها ومنافعها بالنسبة للبلدين وما لها من انعكاسات إيجابية لضمان الأمن والاستقرار وتطوير البلد في المجالات الحيوية».
بدوره، رأى النائب البارز عن التحالف الكردستاني محمود عثمان أنه «من حق دول الجوار أن تطالب بضمانات في الاتفاقية الأمنية، بعدم الاعتداء عليها، ولكن ليس من حقها أن تتدخل في الاتفاقية وتفرض رأيها، كونها شأناً عراقياً بحتاً»، في ردّ على الاعتراضات الإيرانية والسورية على إبرام الاتفاقية.
وفي كلام يتعارض مع الموقف الكردي الرسمي، قال عثمان «نحن مع الاتفاقية إذا كانت تخدم مصلحة الشعب العراقي، لكننا نعتقد أن فيها العديد من النواقص والثغر التي لا بدّ من علاجها كي تضمن الاتفاقية سيادة العراق سيادة فعلية وكاملة».
ميدانياً، أعلن جيش الاحتلال مقتل أحد جنوده في «حادث غير قتالي» في جنوب الموصل.