واشنطن ــ محمد سعيدوسط انشغال البيت الأبيض بخطط مواجهة إعصار «غوستاف» المدمّر الذي قد يضرب جنوب البلاد، يبدأ الحزب الجمهوري اليوم مؤتمره العام في سانت بول، في ولاية مينيسوتا، لاختيار مرشحه الرسمي إلى الانتخابات الرئاسية، جون ماكاين، الأمر الذي دفع الناطقة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو إلى القول «نظراً للإعصار، من غير المرجّح أن يغادر الرئيس (جورج بوش) ونائبه (ديك تشيني) إلى مينيسوتا».
ويخشى مسؤولو حملة ماكاين أن تؤثر أخبار كارثة غوستاف في حال وقوعها والإجلاء الإجباري الواسع للسكان، على خطط المؤتمر في اجتذاب الناخبين الأميركيين إلى ما يسمّيه مسؤولو الحملة «سياسة التغيير» التي تمثّلت باختيار حاكمة ولاية ألاسكا سارة بالين لمنصب نائب الرئيس.
وقد تراوحت ردود الفعل على هذا الاختيار بين مؤيّد ومعارض ومشكّك في نجاح هذا التكتيك «الجمهوري» الذي لم يكن متوقعاً. فقد أثار يهود أميركيون ووسائل إعلام إسرائيلية حالة من اللغط، فيما تساءلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عمّا إذا كانت بالين صديقة لإسرائيل أو معادية لها.
وهاجم العضو الديموقراطي اليهودي في مجلس النواب الأميركي عن ولاية فلوريدا، روبرت ويكسلر، ماكاين، بشدة لاختياره بالين، مشيراً إلى أنها مؤيّدة لمرشح الانتخابات الرئاسية الأسبق بات بيوكانان في عام 2000، الذي اتهمه بالتعاطف مع النازيين. وقال إن «قرار ماكاين إنما يمثّل إهانة لليهود الأميركيين».
في المقابل، أيّدت مصادر يهودية أميركية قرار ماكاين. وقالت «وكالة تلغراف اليهودية» للأنباء في واشنطن إن حاكمة ولاية ألاسكا «صديقة للمجتمع اليهودي»، ووصفتها «بصاحبة العلاقات الدافئة والودّية مع المجتمع اليهودي المحدود العدد في ولاية ألاسكا».
غير أن هذا لم يمنع اليهود الجمهوريين من الإقرار بأن بالين غير معروفة على الصعيد الأميركي، وهو ما ستعمل حملة ماكاين الانتخابية على تجاوزه. إذ إن ألاسكا من الولايات الصغيرة، ولم يمض على منصبها كحاكمة لها سوى عامين، الأمر الذي أثار تعليقات محللين رأوا أن قرار ماكاين يؤشر إلى اتجاهه باتخاذ قرارات غير مدروسة وربما متهوّرة. ولم يلتق ماكاين بسارة بالين غير مرة واحدة في شباط الماضي قبل أن يدعوها إلى مقر إقامته في أريزونا ويعرض عليها ترشيحها لمنصب نائب الرئيس.
ويأمل ماكين من خلال اختيار امرأة كسب أصوات الناخبات المؤيّدات لهيلاري كلينتون. وقد رأت صحيفة «نيويورك تايمز» أن قرار ماكاين غيّر من مسار الحملات الانتخابية بقدر ما غيّر من إيقاع السباق الانتخابي نحو البيت الأبيض. وأضافت الصحيفة أن الحزبين الجمهوري والديموقراطي يعكفان حالياً على بحث وقياس المخاطر والفرص الناجمة عن قرار ماكاين باختيار سيّدة شابة لا تتمتع نسبياً بكثير من الخبرات كنائبة لرئيس الولايات المتحدة، إذا ما أفلح في دخول البيت الأبيض.
إلى ذلك، أظهر استطلاع جديد للرأي لمؤسسة «غالوب» أن ثقة الأميركيين ضعيفة جداً بـ«بالين»، إذ إن الغالبية لم تسمع باسمها قبل يوم إعلان ترشيحها.