علّق المؤتمر القومي للحزب الجمهوري أعماله التي كان مقرّراً أن تُفتتح أمس في سانت بول ـــــ مينيسوتا، جرّاء مرور الإعصار «غوستاف» في جنوب الولايات المتحدة، فيما ظهرت بوادر قلق إسرائيلية من اختيار المرشح الديموقراطي باراك أوباما لجوزف بايدن نائباً له بسبب مواقفه المتساهلة مع برنامج إيران النووي.وأعلن المرشح الجمهوري جون ماكاين، خلال مؤتمر صحافي أول من أمس، أنّ «معظم أعمال مؤتمر سانت بول ستعلّق، ما عدا تلك الضرورية جداً، بسبب وصول الإعصار غوستاف إلى السواحل الجنوبية». وأضاف: «آمل أن نتمكن من استئناف معظم أنشطتنا في أسرع وقت ممكن، وأصلي من أجل ذلك، لكن ذلك في أيدي الله». وأعرب عن أمله «ألا تتكرّر الأخطاء التي حصلت أثناء مرور الإعصار كاترينا».
كذلك، أعلن مدير الحملة الانتخابية لماكاين، ريك ديفيس، أن المؤتمر سيفتتح كما كان مرتقباً، لكن الأعمال ستخفض إلى الحدّ الأدنى الضروري.
ومع تعليق المؤتمر، سيحصل تبديل في برنامجه، حيث كان من المقرّر أن تُلقي مرشحته لمنصب نائب الرئيس سارة بالين خطاباً مساء الغد، على أن يُلقي ماكاين كلمة بعد غدٍ الخميس يُتوّج بعدها مرشحاً رئاسياً للحزب الجمهوري. لكن لم تُعرف ماهية تلك التعديلات.
ورداً على الانتقادات التي رافقت اختيار بالين، أكد ماكاين في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» أن «لديها قدرة على حسن التقويم، ولا تعتقد، خلافاً للسيناتور باراك أوباما، أن إيران عدو قليل الأهمية»، مضيفاً: «أنا فخور جداً بما تعرفه».
وفي السياق، قال مسؤولون في الحملة الانتخابية إنّه جُمع 7 ملايين دولار منذ إعلان اختيار بالين لمنصب نائب الرئيس. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أنّ الجزء الأكبر من هذه الأموال ربما جاء من المناصرين المحافظين الذين كانوا سيقاطعون الانتخابات، ولكنهم يؤيدون سياسات حاكمة ألاسكا ضدّ الإجهاض وضبط الأسلحة.
ولم يعصف «غوستاف» بجدول أعمال المؤتمر الجمهوري فقط، بل أبعد الأضواء عنه أيضاً، فانتقلت أبرز وسائل الإعلام الأميركية التي كانت تعتزم القيام بتغطية مباشرة لأعمال مؤتمر سانت بول إلى الجنوب، فيما أعرب المرشح الديموقراطي باراك أوباما عن استعداده «لتحريك لائحة من مليوني شخص عبر البريد الإلكتروني من أجل إيجاد متطوعين لمساعدة السكان المهدّدين من جرّاء الإعصار». وبرّر تردّده في التوجه إلى المناطق المهدّدة بالإعصار «كي يرى بعد وصوله كيف يمكن أن يساعد بأفضل شكل ممكن».
ويأتي الإعصار بعد ثلاث سنوات على مرور الإعصار «كاترينا» الذي ضرب السواحل الجنوبية وأدى إلى مقتل نحو 1800 شخص. ووُجّهت الكثير من الانتقادات حينها للسلطات بسبب بطئها في التحرّك وطريقة معالجتها هذه المسألة، لذا سيكون «غوستاف» موضع استغلال من المتنافسين الرئاسيين لإظهار مواهبهما في التعامل مع الأزمات والتأثير بالناخبين.
في هذا الوقت، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن مسؤولين كباراً في الحكومة وأجهزة الاستخبارات في إسرائيل أعربوا عن قلقهم من تصريحات لبايدن عارض فيها فتح جبهة مع إيران بسبب برنامجها النووي.
وأشار المسؤولون إلى أنّ «موقف بايدن يضع علامة استفهام كبيرة، وخصوصاً بالنسبة إلى مدى الاهتمام الذي ستبديه إدارة أوباما، في حال انتخابه رئيساً، تجاه أحد المخاطر الكبرى الماثلة أمام إسرائيل».
وكان بايدن قد أعلن في تصريحات سابقة أنّه «يتعين على إسرائيل أن تقبل بأن تصبح إيران نووية، وثمة شك في ما إذا كانت العقوبات الاقتصادية ستعود بفائدة، وأنا أعارض فتح جبهة عسكرية ودبلوماسية أخرى».
وفي آخر استطلاع للرأي، بدا السباق محموماً بين المتنافسين الرئاسيين، حيث أظهر استطلاع أجرته شبكة «سي أن أن» بالاشتراك مع شركة «أوبينيون ريسرتش»، تقدّم أوباما بفارق نقطة مئوية واحدة، فحصل على 49 في المئة من أصوات المستطلعين، في مقابل 48 في المئة لماكاين.
(أ ف ب، يو بي آي)