القمة الرباعية تجمع «الرئاسات الثلاث والوسيط» غداً
دمشق ـ سعاد مكرم
انتهت التحضيرات السورية لاستقبال ضيفها الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم. والقمة الرباعية التي ستجمع بعد غد إلى الرئيس بشار الأسد، كلاً من ساركوزي ورئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة، ستكون بحسب مصادر سوريّة «ضمن إطار قمة باريس التي عُقدت في تموز الماضي على هامش قمّة الاتحاد من أجل المتوسّط»، ومثلت تطويباً لاتفاق الدوحة. وكما في الأمس، فإنّ الحضور القطري يحمل قيمة كبيرة، أكان لجهة رئاستها الدورية لمجلس التعاون الخليجي، أم لجهة رعايتها لاتفاق الدوحة.
وهنا لا بد من التذكير بأن الأسد دعا، من باريس، الاتحاد الأوروبي إلى رعاية المفاوضات السورية ــ الإسرائيلية، في حال التوصل إلى لقاءات مباشرة بين الطرفين، وهو ما أبدى ساركوزي استعداد بلاده للاضطلاع به بغية تسهيل عقد اتفاق سلام بين الجانبين.
على هذه الخلفية، ستنبع قيمة القمة الرباعية من عدد من المعطيات؛ فسوريا هي رئيسة القمة العربية، وفرنسا ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، وقطر تتزعّم مجلس التعاون. أما تركيا فهي تتولّى وساطة المفاوضات السورية ـــــ الإسرائيلية.
ويرى مراقبون سوريون أنّ دمشق قررت المضي في سياسة «كسب الزمن الضائع» بين إدارتين أميركيّتين، لتقوية أوراقها الإقليمية، وذلك على أكثر من صعيد، سواء من خلال دفع «عملية السلام» وتأكيد جديتها في المفاوضات، بالتزامن مع تعزيز قدراتها الدفاعية عبر علاقاتها (خصوصاً العسكرية) مع موسكو.
وهنا يندرج الإصرار السوري على فتح صفحة جديدة مع أوروبا من خلال البوابة الفرنسية، بعد 3 سنوات من محاولات العزل وفرض الحصار على عاصمة الأمويين.
في المقابل، يبدو أنّ باريس تسعى أيضاً إلى استعادة دورها في المنطقة من خلال سوريا ولبنان. دور يدرك حكّام دمشق أنه تعرض للتراجع خلال فترة الرئيس جاك شيراك، فلم تربح فرنسا لبنان وخسرت سوريا في آن.
ويلاحظ خبراء سوريون أن ساركوزي يسعى حالياً إلى تلافي ما سببته سياسة سلفه، وبناء علاقات جديدة وطبيعية مع سوريا، التي بدورها «تنتظر منه الكثير» في ما يخص تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، أكان عبر مشاريع توليد الطاقة أم استخراج النفط والغاز، والمواصلات والنقل الجوي (الطيران المدني) والمصارف والتأمين والتكنولوجيا المتطورة. جميعها مشاريع تعوّل عليها دمشق في إطار تفعيل ما اتُّفق عليه بخصوص الشراكة الأوروبية، الأمر الذي سبق وعرقلته فرنسا ــ شيراك.