باريس ــ الأخباركيف ينظر المواطن الفرنسي إلى زيارة الرئيس نيكولا ساركوزي إلى سوريا بعد أشهر من «التنديد العلني بسياسة دمشق» قبل أن تدخل هذه العلاقة في دائرة «التناغم والتعاون بفعل سياسة الانفتاح الساركوزية» بعد انفراج أزمة لبنان؟
سؤال لا تجيب عنه افتتاحيات الصحف والمواد المنشورة يومياً، ولكن يمكن تلمس هذه الإجابات عبر أسئلة الصحافيين الفرنسيين إلى الناطقين الرسميين وخلال «الدردشات غير الرسمية» مع المسؤولين الدبلوماسيين وكبار الموظفين. ولا يكتفي المقربون من ساركوزي بالنظر إلى الملف السوري من «زاوية لبنانية فقط» ويذكرون بأن لفرنسا علاقة تاريخية مع سوريا كما هي الحال مع لبنان وأنه يوجد في سوريا «أشخاص يحبون فرنسا وفرنسيّو الأهواء» وأن هؤلاء يقولون، بحسرة، للمسؤولين الفرنسيين الذين يزورون دمشق «آه من الملف اللبناني الذي يمنعكم من رؤيتنا»، كما ذكر لـ«الأخبار» مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الفرنسية.
ويذكر هذا المسؤول بأن تاريخ العلاقة بين سوريا وفرنسا هو مثل التاريخ الذي يربطها بلبنان، ويعود ذلك إلى أكثر من ألف سنة عندما تكفلت فرنسا رعاية مسيحيي الشرق «الموجودين في سوريا كما في لبنان».
ومن هنا يأتي التشديد على «مثلث» باريس ـــ دمشق ـــ بيروت في مسار الدبلوماسية الجديدة لباريس. وبالتالي يرى أكثر من مراقب أن «حصرية العلاقة بين فرنسا وسوريا بزاوية لبنانية» باتت غير واقعية، وخصوصاً أن عدداً متزايداً من الفرنسيين بدأوا يتكلمون عن «علاقتهم بسوريا» سياحياً وثقافياً.
ولكن لا يمنع هذا من الحديث عن «حقوق الإنسان» حتى في المواقع «غير المعادية لسوريا» والتي تشدد معظم الصحف والمواقع على ضرورة وضعها في مقدمة لائحة ما يمكن أن يثيره ساركوزي مع نظيره السوري. وكشفت بعض الأوساط عن أن الوزير برنار كوشنير كان قد أثار هذا الأمر خلال زيارته التحضيرية وأنه «من المفروض أن يثيره ساركوزي هذه المرة» أيضاً. ومن غير المستبعد أن يتم التطرق «إلى مسجوني الرأي» بشكل عام من دون الدخول في تفاصيل نشاط المنظمات المدنية.
في المقابل، لا يستبعد البعض أن تثير دمشق «قضية (نائب الرئيس السوري السابق) عبد الحليم خدام المقيم في باريس»، كما ذكر أحد الدبلوماسيين العرب. إلا أن مصدراً مقرّباً من دوائر القرار في باريس قال إن «وضع السيد خدام المقيم في فرنسا تدرسه وزارة الداخلية»، بعد انتهاء مدة صلاحية جواز سفره، واستطرد أنه «يستطيع القيام بالأعمال التي يراها مناسبة له» قبل أن يضيف أنه «مرحّب به هنا في فرنسا». ويرى البعض في هذا أن باريس تريد إقفال أي باب أمام «مطالبة دمشق بتسليمها خدام».