باريس ــ الأخبار لا ريب أن وصف زيارة الرئيس نيكولا ساركوزي بـ«التاريخية» في محلّه، وخصوصاً بعدما شدّدت جميع المصادر الدبلوماسية في باريس، على أن أهدافها تتجاوز العلاقات الثنائية.
لكن هذا لا يمنع من أن «علاقة فرنسا بسوريا تبقى تاريخية»، كما قال مصدر مسؤول لـ«الأخبار»، أشار إلى وجود «من نسي التاريخ» بالنظر إلى العلاقات الاقتصادية والثقافية التي «لا تقل أهمية عن ملف علاقات باريس بدول أخرى في المنطقة».
وبحسب الأرقام التي حصلت عليها «الأخبار»، فإن فرنسا كانت حتى عام ٢٠٠٢، ثالث مصدّر (٣١٣ مليون يورو) لسوريا، بعد إيطاليا وألمانيا، وصاحبة المركز الثاني في لائحة شركائها الاقتصاديين (في المقابل لا تحتل سوريا سوى المركز الـ 58 في ترتيب شركاء باريس).
ومنذ عام ١٩٩٨، تنفّذ فرنسا ٥ مشاريع كبرى في سوريا بميزانيات محدودة. ورغم شحّ اعتمادات المشاريع الثقافية (2.45 مليون يورو كل ثلاث سنوات)، إلا أنها مشاريع بدأ العمل بها في عام ١٩٧٠، أي ليست وليدة عهد «القطيعة الساركوزية»، ولم تتأثر في حقبة «المقاطعة الشيراكية».
ومنذ وصل الرئيس بشار الأسد إلى الحكم، زار العاصمة الفرنسية 3 مرات: في حزيران عام ٢٠٠١ ومرة ثانية في أواخر عام ٢٠٠٢، قبل أن يتحوّل إلى نجمها في تموز الماضي.
ويذكّر أكثر من مراقب بأن التعاون في المجال الثقافي الأكاديمي والتنقيب الأثري بين الدولتين، هو مكثف مقارنة مع دول أخرى في المنطقة، إذ إن وزارة الخارجية الفرنسية تموّل أكثر من ١٦٠ بعثة أثرية في سوريا.
ورغم كون هذه الزيارة «سياسية بالدرجة الأولى»، فقد علمت «الأخبار» أنّ ٥ ملفات سوف تُتَداوَل: سعي شركة «فينسي» Vinci لتطوير مطار دمشق، وكذلك رغبة سوريا بشراء عدد من طائرات «إيرباص». والعقبة القائمة هنا ليست فقط «الحظر الأميركي على حوالى ٤٠ في المئة من مكونات الطائرة»، بل أيضاً مسألة التمويل والفترة الزمنية التي يجب ذكرها في العقد. وبحسب مصادر موثوقة، ترغب سوريا بالحصول على هذه الطائرات بسرعة، ولا تستطيع الانتظار ثلاث أو أربع سنوات لتسلم ما يمكن أن تشتريه (يتحدث البعض عن ٢٢ طائرة على دفعات). وبالتالي، فإن من الممكن أن تستأجر عدداً من الطائرات «عبر تدخل قطري»، ما يجنبها في الوقت الحالي الخضوع للحظر الأميركي من جهة، ويلبي رغبة تجهيز الأسطول المدني السوري بسرعة من ناحية أخرى.
أما الملف الثالث، فهو مشروع بناء شركة لافارج Lafarge معملي إسمنت. أما شركة «توتال» Total النفطية، التي يرافق رئيسها كريستوف دو مارجوري الوفد الفرنسي، فتسعى للحصول على حقّ توسيع حقول التنقيب في شرق البلاد. أخيراً، يبقى الملف الخامس، تطوير مرفأ اللاذقية الذي تسعى شركة CMCGM للنقل المملوكة من الأخوين سعادة، إلى الفوز به.