أثار كتاب الصحافي الأميركي، بوب وودورد، الذي يصدر الاثنين تحت عنوان «الحرب من الداخل: تاريخ البيت الأبيض السرّي 2006ـــــ 2008» زوبعة في فنجان العلاقات داخل البيت الأميركي
واشنطن ــ محمد سعيد
كشف الكاتب الشهير في صحيفة «واشنطن بوست»، بوب وودورد، في كتاب جديد نشرت مقتطفات منه أمس، عن أن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش قامت بعملية تجسس مكثفة على رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ومقربين منه وأعضاء في وزارته. ونقل وودورد عن أحد المسؤولين الذين استند إليهم في كتابه قوله: «نعرف كل ما يقوله» في إشارة إلى المالكي.
ويذكر الكتاب أن زيادة القوات الأميركية في العراق في عام 2007 ليست العامل الوحيد وراء تراجع العنف خلال الأشهر الـ16 الماضية، مشيراً إلى ثلاثة عوامل أخرى، هي العمليات السريّة وقرار السيد مقتدى الصدر بضبط قواته «جيش المهدي» بالإضافة إلى ما يسمى قوات «الصحوة».
وكشف وودورد، في كتابه، عن استخدام أجهزة الاستخبارات الأميركية تقنيات سريّة جديدة تسمح للمسؤولين الأميركيين العسكريين والاستخباريين بتحديد مواقع «زعماء التمرد» و«المجموعات المتطرفة» واستهدافهم.
ويصوّر الكتاب إدارة بوش بأنها ممزقة من الداخل، وهي إما لم تكن راغبة في مواجهة تدهور استراتيجيتها في العراق خلال صيف وبداية خريف 2006 أو كانت بطيئة في ذلك.
وقال وودورد إن بوش فقد الثقة في اثنين من أهم القادة في العراق: الجنرال جورج كايسي الذي كان قائداً للقوات الأميركية في بلاد الرافدين بين عامي 2004 و2007 والجنرال جون أبي زيد الذي كان قائداً للقيادة المركزية الأميركية.
وفي تشرين الأول 2006، طلب بوش من مستشار الأمن القومي ستيفن هادلي، إجراء مراجعة خاصة للحرب في العراق. وهذا التقويم الأول لم يشمل مسؤولين عسكريين وجرى سراً لأن البيت الأبيض كان يخشى من التغطية الإعلامية لهذه المراجعة قد تقضي على حظوظ الجمهوريين في الانتخابات النصفية في الكونغرس. ونقل وودورد عن هادلي أنه قال لوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس: «اضطررنا للقيام به بعيداً عن الرادار، لأن الموسم الانتخابي كان حامياً».
وكشف وودورد عن أن رايس كانت تعارض إرسال المزيد من القوات إلى العراق وقالت لبوش: «لا تملك صورة واضحة عما يجري على الأرض». وقال وودورد إن صدقية المعلومات عن تقدم الحرب على العراق ونوعيتها تحولتا إلى مصدر توتر داخل الإدارة الأميركية. وقال وودورد إن «كايسي لطالما استنتج أن إحدى المشكلات الكبرى في الحرب تتمثل في الرئيس نفسه».