إسلام آباد ــ الأخباريجتمع البرلمان الباكستاني اليوم من أجل انتخاب رئيس للبلاد خلفاً للرئيس المستقيل برويز مشرّف، على الأرجح سيكون زعيم حزب الشعب، آصف زرداري، لكون منافسيه لا يستطيعون أن يجاروه بالأصوات التي تؤيّده داخل البرلمان.
وينتخب رئيسَ باكستان البرلمان الفدرالي أو مجلس الشورى المؤلف من الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ والبرلمانات المحلية بحسب نصّ المادة 41 من الدستور.
ويخوض زرداري الانتخابات في وجه منافسين آخرين هما: رئيس السلطة القضائية المتقاعد سعيد الزمان صديقي، الذي رشّحه رئيس الحكومة الأسبق نواز شريف، الذي اختلف مع زرداري وانسحب من الائتلاف الحكومي على خلفية إعادة تعيين القضاة الذين أقالهم مشرّف. والثاني مشاهد حسين، الذي رشّحه حزب الرابطة الإسلامية ــــ جناح قائد أعظم الموالي لمشرّف. غير أنّ زرداري يتمتع بغالبية في البرلمان تفوق منافسيه بعدما حصد حزب «الشعب» النسبة الأكبر من الأصوات في الانتخابات التشريعية التي جرت في شباط الماضي.
وقال المتحدث باسم حزب «الشعب»، فرحة الله بابار، «سيكون نصراً سهلاً لزرداري لأنّ لدينا دعم نحو 400 نائب من أصل 700».
لذا على الأرجح أن باكستان ستكون على موعد مع رئيس لديه تاريخ حافل بقضايا الفساد ولُقّب ذات يوم بـ«رجل العشرة في المئة». وقد أبدت الصحف الباكستانية تخوّفها منذ الآن من التأثيرات السلبية لتنصيب شخصية مثيرة للجدل إلى هذا الحد في وقت تقف البلاد فيه على شفير الإفلاس والفوضى.
ومشكلة باكستان ليست في انتخاب رئيس جديد، بل في الأزمة الاقتصادية التي تعانيها، فقد بلغ التضخم ارتفاعات قياسية هذا العام وارتفعت أسعار السلع الغذائية وأسعار الكهرباء والوقود بنسبة 60 في المئة منذ مطلع 2008. ويتوقع خبراء الاقتصاد الإفلاس للبلاد بعد شهرين إذا لم تحسن حساباتها العامة، فضلاً عن مشكلة الاضطرابات الأمنية التي تعصف بها ومحاربة الإرهاب.
وعموماً، يعدّ زرداري حليفاً للغرب في الحرب على الإرهاب، كما كانت زوجته الراحلة بنازير بوتو، ولا يُتوقع أن يتغير الكثير في التزامات باكستان مع الحلف الأميركي.
لكن في المقابل، فإنّ مشاعر العداء للحرب الأميركية في نموّ مطرد، ولا سيما بعد مقتل عشرات المدنيين في الأيام الأخيرة جرّاء الضربات الجوّية الأميركية داخل المناطق القبلية، آخرها مقتل خمسة مدنيين أمس في غارة جوّية أميركية في منطقة وزيرستان.
وقال النائب في كتلة شريف، ظفر علي شاه، «كفى يعني كفى، لن نساعدكم على قتل شعبنا، الحرب الأميركية ضدّ الإرهاب تحوّلت إلى حرب ضدّ باكستان».