بدت روسيا أمس أمام حصار ثلاثي، بدأه نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني خلال زيارته إلى أوكرانيا لحمايتها من «الترهيب الروسي»، ومحاولة إيجاد حل للأزمة الداخلية. وإلى جانب تشيني، جنّدت الولايات المتحدة وزيرة خارجيتها كوندوليزا رايس، التي أشادت بـ«تقوية الاتحاد الأوروبي لجورجيا، وإدانة روسيا». فيما وصلت سفينة حربية أميركية إلى ميناء بوتي الجورجي. وأعلن تشيني، في ختام محادثاته مع الرئيس الأوكراني فيكتور يوتشينكو في كييف، أن «أوكرانيا يجب أن تعيش بمنأى عن أجواء الخشية من التدخل العسكري أو الترهيب»، ملمّحاً إلى روسيا.
وتطرّق تشيني إلى الأزمة الداخلية الأوكرانية، قائلاً إن «الجبهة الموحدة أفضل أمل لأوكرانيا لتخطّي هذه التهديدات»، مؤكداً «تأييده لطموحات أوكرانيا بالانضمام إلى حلف شمالي الأطلسي».
وكان تشيني قد التقى رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا تيموشنكو، التي أعربت عن أملها بـ«دينامية جديدة في العلاقات بين البلدين». وأشار المحلّلون إلى محاولة تشيني مصالحة المسؤولَين الأوكرانيَّين اللذين يؤثر الخلاف بينهما على الائتلاف الحكومي الموالي للغرب.
تصريحات تشيني فتحت المجال أمام انتقادات روسية، إذ قال الناطق باسم وزارة الخارجية، أندريه نيستيرينكو، إن كلام نائب الرئيس الأميركي حول دعم جورجيا، «يشجع نياتها العدوانية»، موضحاً أن «الوعود بانضمام تبليسي إلى الأطلسي، تعزّز الحس الخطير بالإفلات من العقوبة».
وقال نيستيرينكو إن موسكو كانت تأمل في أن يحاول تشيني «تهدئة قادة جورجيا». وأشار إلى أن «المساعدات التي تعهّدت بها أميركا تعادل قيمة الميزانية الدفاعية السنوية لجورجيا، وهذه مفارقة مثيرة».
من جهة أخرى، قال نيستيرينكو إن موسكو تأمل في ألا «تضع الولايات المتحدة عقبات أمام أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا لحضور اجتماعات مجلس الأمن الدولي».
أما رايس، فاعتمدت خيار الاستفزاز في مخاطبتها روسيا، معربة عن رضاها «بشأن النتائج التي تم التوصل إليها مع الاتحاد الأوروبي لحل الأزمة الجورجية». وأشادت، خلال مؤتمر صحافي في لشبونة، بـ«تقوية جورجيا والإدانة الواسعة لروسيا، وخصوصاً أن رئيسها لم يلتزم بوعوده تجاه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي». وأضافت «أنا واثقة من أن روسيا تزيد من عزلتها».
وتزامناً مع تصريحات رايس، أعلن المفوض التجاري الأوروبي بيتر ماندلسون، أنه يجب «ألا تعاقب روسيا على عملياتها العسكرية في جورجيا باتخاذ خطوات من شأنها إبطاء سعيها للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية».
في هذا الوقت، أعلنت السفارة الأميركية في تبليسي، «وصول سفينة حربية تابعة للأسطول السادس الأميركي إلى ميناء بوتي الجورجي»، الذي تجري روسيا دوريات فيه. وقالت السفارة، في بيان، «تنقل السفينة الأميركية الثالثة مساعدات إنسانية إلى جورجيا». ولم يكن من موسكو إلا انتقاد هذا الأمر بقوة، إذ قال نيستيرينكو إن «سفينة يو أس أس ماونت ويتني، هي أكثر السفن تطوراً من نوعها في البحرية الأميركية. ويجدر التأكد من أن وصولها إلى البحر الاسود يحترم بنود اتفاقية مونترو عام 1936. وبالتالي، ينبغي أن يثير مخاوف الدول الموقّعة عليها». وأوضح أنه «من الصعب على سفن البحرية من هذه الفئة نقل الكثير من المساعدات الإنسانية».
إلى ذلك، حصل دبلوماسيون أوروبيون على إذن بالدخول إلى المنطقة الفاصلة الخاضعة لروسيا في جورجيا، حصر تنقلهم في قرية واحدة.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)