انتهى مؤتمرا الحزبين الجمهوري والديموقراطي، وانطلقت المعركة الرئاسية الأخيرة بين المرشحين جون ماكاين وباراك أوباما. بوادر المعركة تُبشّر بحماوتها وباستنزافها جميع الأسلحة
واشنطن ــ محمد سعيد
تعهد المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، جون ماكاين، خلال خطاب قبوله ترشيح الحزب للبيت الأبيض، قيادة الولايات المتحدة نحو التغيير، منتقداً ممارسات حزبه التي أفقدته ثقة الأميركيين.
ومرّ المرشح الجمهوري في خطابه، الذي قوطع بهتافات المحتجين على الحرب على العراق، بشكل عابر على القضايا الشائكة التي لم تحظَ بشعبية كبيرة. وركّز على توحيد الصفوف. ورفع شعار التغيير مؤكّداً «التغيير آتٍ لا محالة، إننا نملك من السجل والخبرة والحكمة والعزيمة ما يؤهّلنا للوفاء بالعهد لكم». وحاول أن يسلك سبيلاً وسطاً ينأى فيه عن ممارسات حزبه وبعض سياسته، مشيراً إلى أنّه يعمل من أجل الوطن.
وفي ما يتعلّق بالحرب على العراق، قال ماكاين إنه صوّت لما سماه «الاستراتيجية الصحيحة». وأشاد بقائد قوات الاحتلال في العراق الجنرال دايفيد بترايوس وباستراتيجيته التي «أنقذت الولايات المتحدة من الهزيمة». ثم أسهب في وصف إنجازاته، مدّعياً أنّه حارب الفساد، وعرض سياسته قائلاً «إننا نؤمن بخفض الضرائب، والأسواق المفتوحة». وتابع عرض برنامجه الاقتصادي وقارنه ببرنامج أوباما.
وفي أوباما، قال ماكاين إنّه رغم الاختلافات بينهما، فهو يكنّ له كل الاحترام. وأكّد أن ما يربطهما هو الوطن. وقد أسهب المرشح الجمهوري في الإشادة بمن اختارها نائبة له سارا بالي. وفي عرض سياسته الخارجية، قال المرشح الجمهوري إنّه «مؤهل أكثر من أوباما في التعامل مع الملفات الخارجية». ووصف إيران بأنها «الدولة الرئيسية الراعية للإرهاب». وقال إنها في «طريقها للحصول على أسلحة نووية». وكان لافتاً عدم تطرّق ماكاين إلى أفغانستان، إلا أنه هاجم روسيا، قائلاً إن «زعماءها اغتنوا بالنفط وفسدوا بالسلطة ورفضوا المثل الديموقراطية» لكنّه عاد ليقول إنّه سيعمل على «إقامة علاقات جيّدة مع روسيا».
وقطع عدد من المتظاهرين المعارضين للحرب على العراق خطاب ماكاين لفترة وجيزة بعدما دخلوا إلى قاعة مركز أكسل، ورفعوا لافتة كُتب عليها «لا يمكنك أن تربح احتلالاً». ثم وقف متظاهر وبدأ بإلقاء شعارات معادية للحرب قبل أن تسارع الشرطة إلى طرده.
وأوقف ماكاين خطابه طالباً من نحو 20 ألفاً من أنصاره داخل القاعة «ألّا يُلهيهم الضجيج والطفيليّون».
وقبيل خطاب المرشح الجمهوري، اعتقلت الشرطة 250 محتجاً مناهضاً للحرب. وكان سبق للشرطة أن ألقت القبض على 420 آخرين، بينهم صحافيون. واجتذب الاحتجاج الأخير، الذي أُطلق عليه «لا سلام لصنّاع الحرب»، نحو ألف شخص كانوا يعتزمون السير إلى مؤتمر الحزب الجمهوري في وسط مدينة سانت بول في ولاية مينيسوتا، وهتف المحتجون «من الإرهابي؟ ماكاين هو الإرهابي»، وحاولوا عبور عدّة جسور إلى مقرّ المؤتمر لكن الشرطة سدّت طريقهم.