بول الأشقربعد حلّ «الأزمة الدستورية» التي شغلت الباراغواي طوال الأسبوع الماضي، بدأت حكومة الرئيس فرناندو لوغو البحث عن مراكز الفساد داخل أجهزة الدولة، فيما يضع الرئيس اللمسات الأخيرة على الملفّات التي سيثيرها في زيارته المرتقبة إلى البرازيل الأسبوع المقبل.
ويتصدّر جدول أعمال هذه الزيارة مصير معاهدة «إتايبو» التي تؤمّن الطاقة للبلدين والتي يراهن لوغو على تعديلها لتأمين موارد مالية جديدة للبلد.
الأربعاء الماضي، أطلّ المطران السابق لوغو على شاشات التلفزيون ليحذّر مواطنيه من «وجود مناورات تآمرية تهدّد الثبات الدستوري». وتحدّث عن لقاء جمع الجنرال المتقاعد المرشّح الرئاسي لينو أوفيدو، وسلفه الرئيس نيكانور دوارتي ورئيس مجلس الشيوخ وموظفين كبيرين من الدولة في اليوم نفسه. ودُعي الى هذا الاجتماع الجنرال المسؤول عن العلاقة مع الكونغرس، والذي سأله المجتمعون عن «الأجواء في الثكن» حول ما يعرف في الباراغواي بـ «الأزمة الدستورية».
غير أن الجنرال رأى أن السؤال الموجّه إليه «سياسي» وهو خارج صلاحياته وانسحب على الفور وأبلغ الرئيس لوغو بما حصل معه. من هنا، جاءت إطلالة الرئيس لوغو التي لاقت تضامناً فورياً من كل دول مجموعة «مركوسور».
تبدأ قصة «الأزمة الدستورية» مع انتخابات نيسان الماضي الرئاسية؛ دوارتي الذي عجز عن تعديل الدستور ليترشح ثانية، قرّر الترشّح على مقعد في مجلس الشيوخ عن العاصمة ـــ وهو في سدّة الرئاسة ـــ وشرعن آنذاك المجلس الدستوري الموالي له هذا الطموح، فيما الدستور ينصّ على أن رؤساء الجمهورية السابقين هم حكماً أعضاء في مجلس الشيوخ مدى الحياة، ولكن من دون حق التصويت. وهدف دوارتي من مناورته هذه تزعّم المعارضة في حال انتصار أخصامه.
إلا أن المسألة تتحول إلى «أزمة دستورية» عندما ترفض أكثرية مجلس الشيوخ أن يحلف دوارتي اليمين كشيخ «منتخب»، وتصرّ على تسلّمه موقعه كشيخ «معيّن».
وازداد التعقيد عندما هرّب رئيس مجلس الشيوخ قسم دوارتي في جلسة خاصة بينهما. لكن بعد خطاب لوغو المُتلفز، انتهت «الأزمة المؤسساتية» بقبول أكثرية مجلس الشيوخ دوارتي «عضواً معيناً» في صفوفها وعبّر لوغو عن رضاه لهذا الحل.
ومنذ أن عيّن لوغو قيادة جديدة للقوات المسلحة، أصبحت المحاولات الانقلابية مستحيلة. بيد أن «المناورات التآمرية»، تؤكد أن عود الديموقراطية ما زال طريّاً في الباراغواي.
يبقى أن ما حدث الأسبوع الماضي يشكل نوعاً من الإنذار المبكر لما قد يحصل عندما سيبدأ لوغو فكفكة الدولة ـــــ المزرعة إن من خلال محاربة الفساد أو من خلال إقرار الإصلاح الزراعي.