باتت باريس مركزاً لرسائل غير مباشرة بين سوريا والسعودية. لكنها رسائل ليست بالضرورة إيجابية، ولا سيما أنها تأتي بعد كل تقارب بين دمشق والغرب
باريس ــ الأخبار
ذكرت مصادر فرنسيّة موثوقة لـ«الأخبار» أن وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، بدأ أمس زيارة إلى باريس. زيارة غير معلن عنها، ولكنها «غير مفاجئة»، كما يرى مراقبون. إذ إنه منذ انطلاق ما بات يعرف باسم «ديناميكية (الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي لفك عزلة سوريا»، فإن نوعاً من «التململ بدأ يصدر عن القاهرة والرياض»، وذلك رغم «النفي المتكرر» من مختلف مراكز القرار في الآلة الدبلوماسية الفرنسية.
إلا أن ما يؤكّد هذا التململ هو حرص الرئيس الفرنسي، خلال زيارته إلى دمشق الأسبوع الماضي، على شكر الملك السعودي عبد الله والرئيس المصري حسني مبارك مرتين خلال المداخلتين أمام الإعلام، بعد لقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد وخلال المؤتمر الصحافي التالي للقمة الرباعية التي جمعت، إلى الأسد وساركوزي، أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وقبل توجّه الوفد الفرنسي إلى عاصمة الأمويين، جرى تسريب أخبار، لم يُتأكّد منها، عن «رسالتين أرسلهما ساركوزي» إلى زعيمي مصر والسعودية لـ«شرح أهداف الزيارة».
السلطات الفرنسية لم تؤكد مسألة الرسالتين، كما أنها «ارتبكت» حين سئلت عن زيارة الفيصل. ورفض المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، إريك شوفاليه، خلال مؤتمره الأسبوعي، التعليق على الخبر، موضحاً أن «على السعوديين الإعلان عنها إن كانوا يرغبون».
إلا أن مصادر دبلوماسية فرنسية أبلغت «الأخبار»، شرط عدم كشف هويتها، «أن الوزير السعودي في زيارة خاصة»، وأنه من المحتمل جداً أن يلتقي بوزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، «إذا تسنّى للوزير الفرنسي الوقت»، وخصوصاً أنه جرى نقل قمّة الاتحاد الأوروبي مع أوكرانيا إلى باريس.
ورغم إبقاء الزيارة طيّ الكتمان، إلا أنها لا شك مرتبطة بالانفتاح الفرنسي على سوريا. وكان وزير الخارجية السعودي قد قام بزيارة سريّة أيضاً إلى العاصمة الفرنسية، قبل ساعات من القمة التاريخية بين ساركوزي والأسد في 12 تموز الماضي عشية افتتاح «قمّة الاتحاد من أجل المتوسط». ورغم إبقاء تلك الزيارة أيضاً قيد السريّة، إلّا أن تسريبات أشارت إلى أن مضمونها كان كبح انفتاح باريس على دمشق.