كما كان متوقعاً، استبعدت ندوة الإرهاب في الأمم المتحدة أياً من الضحايا الفلسطينيين، إلا أنها مهّدت لصندوق تعويضات قد يكون مريباً، ولا سيما أنها قدمت الإسرائيليين على أنهم الضحايا
نيويورك ــ نزار عبود
عقدت الأمم المتحدة أول من أمس الندوة الأولى في التاريخ، وهي تتعلق بمساعدة ضحايا الإرهاب. ودعت 18 ضحية من مختلف أنحاء العالم، اثنتان من إسرائيل، وليس بينها أي ضحية فلسطينية.
وحاول رئيس فريق العمل المعني بتطبيق استراتيجية مكافحة الإرهاب، روبرت أور، قدر المستطاع، إخفاء التحيز السياسي بعد الانتقادات الشديدة التي وجهتها المجموعة العربية إلى الندوة. لكن الحقائق نفسها جعلت الندوة موصومة بالتحيز، لأن الضحايا لم يمثلوا كل أطياف الصراعات؛ فلم يكن هناك أي ضحية من باكستان أو أفغانستان، ولا من البوسنة أو من الإرهاب الأميركي في أوكلاهوما. والشاهدة الوحيدة من العراق كانت غير عراقية، وتخص الأمم المتحدة.
ورسم الأمين العام للمنظمة الدولية، بان كي مون، في كلمته أمام الندوة، خريطة الإرهاب بإشارات إسلامية: «لنتذكر بالي وبيسلان وبومباي، لنتذكر الجزائر وبغداد والدار البيضاء. لنتذكر كابول والرياض ونيروبي. ولنتذكر لندن ونيويورك وسانت فنسنت، ومدريد. لنتذكر اسطنبول وإسلام آباد والقدس ودار السلام».
علامات تتحدث عن أعمال ذات صلة بمنظمات إسلامية صرفة، متناسياً عشرات العمليات الإرهابية في العالم التي لا تمتّ بصلة إلى التنظيمات الإسلاميّة.
أحد الضحايا المزعومين الإسرائيليين كان دبلوماسياً. إنه دان كمرون، نائب المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، والذي كان في سفارة بوينس أيريس الإسرائيلية عندما تعرضت لهجوم في 1992. خرج سليماً من الأنقاض، لكنه فقد زوجته التي كانت تعمل معه في المبنى نفسه. من الجانب العربي جاءت رولا الفرا، المدرّسة في الجامعة الهاشمية في عمان، شقيقة ريهام الفرا، التي قضت في تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد.
وحاول المتحدثون في الندوة حصر الكلام في معالجة أوضاع الضحايا مبتعدين عن السياسة قدر المستطاع. لكن الموضوع في حد ذاته لا ينفصل عن الصراعات الدولية وآثارها. وتحدث مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، مؤكداً أن «الشعب الفلسطيني كله ضحية للإرهاب» لكونه يرضخ تحت الاحتلال منذ ستين عاماً.
ومن المشاريع التي طرحت في الندوة وضع الأموال المصادرة من المنظمات الإرهابية وغيرها في عهدة صندوق تطوعي دولي يتم إنشاؤه لمعالجة ضحايا الإرهاب.