واشنطن ــ محمد سعيدأكّد مسؤولون عسكريون وخبراء أميركيون أن قرار الرئيس جورج بوش الإبقاء على المستوى الحالي لقوات الاحتلال في العراق في الأشهر الثلاثة الباقية من ولايته، التي تنتهي في 20 كانون الثاني المقبل، يدلّ على أن المكاسب الأمنية التي تدّعي إدارته تحققّها، قد تكون مؤقتة.
ورأى مسؤولون عسكريون أن قرار بوش سحب 8 آلاف جندي من العراق يعكس حالة القلق المستمرة في أوساط كبار القادة العسكريين من أن التحسّن الأمني قد يكون مؤقتاً، وأن العنف قد ينفجر مجدداً. إذ يخشى هؤلاء من «إمكان قيام إيران بإعادة تنشيط الميليشيات العراقية الشيعية التي تسلّحها وتدرّبها، فيما يحاول تنظيم القاعدة تجميع صفوفه في مدينة الموصل».
وذهب العقيد المتقاعد في الجيش الأميركي، جون ناغل، إلى الحديث عن أن القوات الأميركية في العراق تحرز نجاحاً بالرغم من ضآلة حجم الانسحاب الذي أعلن عنه بوش، أول من أمس. لكن ناغل، الذي أسهم مع قائد قوات الاحتلال الأميركي في العراق الجنرال ديفيد بترايوس في صياغة خطة مكافحة المقاومة العراقية، أكّد أن «انسحاباً سريعاً من العراق قد يقوّض ذلك النجاح».
وقال ناغل، الذي زار العراق الشهر الماضي لتقويم خطته، «إن المكاسب الأمنية هي حقيقية وملموسة، لكنّها هشّة»، مضيفاً «إذا أُعلن سريعاً عن تحقيق النصر، سواء في محافظة عراقية أو في العراق ككل، فإن بإمكان القاعدة العودة للعمل، لنبدأ من جديد بعد أن أُخرجوا من منطقة، لنعود مرة أخرى وننهي وجودهم فيها».
وكان بوش قد كشف في خطابه أمام جامعة الدفاع الوطني في واشنطن عن أنه يسعى إلى تطبيق «خطة الإغراق»، التي طبّقت في العراق وتضمنت إرسال قوات إضافية، على أفغانستان. غير أن مسؤولين عسكريين وخبراء أميركيين أكدوا أنه ليس لدى الولايات المتحدة ما يكفي من القوات لتنفيذ ذلك، إذ إن بوش يريد أن يحصل ذلك بعدد قليل من القوات يصل إلى 33 ألف جندي أميركي في أفغانستان مقارنة بـ146 ألف جندي في العراق، فيما تزيد مساحة أفغانستان على العراق بنحو خمسين في المئة.
بدوره، لفت الدبلوماسي الأميركي السابق في أفغانستان وباكستان، مارفين وينباوم، إلى أنه «إذا ما أخذ النظام القبلي المعقّد في أفغانستان بالاعتبار والمناطق الجبلية الوعرة والبنية التحتية الفقيرة، تحتاج الولايات المتحدة إلى إرسال مئة ألف جندي على الأقل لتحقيق نتيجة إيجابية مستدامة في أفغانستان». وأضاف «إنه قرار مبعثه اليأس».


شدّد مسؤولون عسكريون وخبراء أميركيون على أنه ليس لدى الولايات المتحدة ما يكفي من القوات لتطبيق خطة الإغراق على أفغانستان. فالمفارقة أن بوش يريد أن يحصل ذلك بعدد قليل من القوات يصل إلى 33 ألف جندي أميركي في أفغانستان مقارنة بـ 146 ألف جندي في العراق، فيما تزيد مساحة أفغانستان على العراق بنحو خمسين في المئة