بول الأشقراستمر موسم الأعاصير الاستوائية بصنع النكبات في دول بحر الكاريبي، وخصوصاً في هايتي وكوبا وجزر صغيرة أخرى، فيما تبدو هافانا مدينة أشباح رغم ابتعاد «آيك» عن شواطئها.
فبعد «فاي» و«غوستاف» و«هانا»، أتى دور «آيك» الذي يتوجه الآن إلى خليج المكسيك وساحل ولاية تكساس مبتعداً بذلك عن أكبر المنشآت النفطية الأميركية. و«آيك» هو العاصفة الاستوائية العاشرة منذ شهر حزيران والخامسة التي تتحوّل إلى إعصار.
وتخطّى عدد القتلى في مدينة غونايف الهايتية مئة قتيل إثر مرور الإعصار «آيك»، وما زالت قوات الأمم المتحدة المنتشرة في البلاد تحاول إيصال المعونات بواسطة جسر جوي إلى هذا الجزء المعزول من الجزيرة بعد انهيار الجسور المحيطة.
كذلك حذرت الأمم المتحدة من وقوع كارثة إنسانية ستتخطّى ضحاياها عدد الضحايا التي خلّفها الإعصار نتيجة معارك ستنفجر بين السكان الـ80000 المجمّعين في ملاجئ مؤقتة «إن لم يُضاعف الجهد الإنساني فوراً». وتعيش مدينة غونايف والبلدات المحيطة بها، حيث ارتفع عدد الضحايا إلى حوالى 700 قتيل نتيجة مرور الأعاصير الأربعة، ما تسمّيه الصحافة في هايتي «عارض التيتانيك». المدينة المتوقّع غرقها عاجلاً أو آجلاً تعاني هذا الكم من الضحايا نتيجة قطع الأحراج العشوائي على الجبال المحيطة. وتحت ضغط آثار الكوارث الطبيعية، وبعد مرور خمسة أشهر على استقالة الحكومة في هايتي (أفقر دولة في القارة الأميركية) إثر «انتفاضة الأرز» بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية في نيسان، حصلت ميشال بيار لويس على أكثرية أصوات مجلس الشيوخ وصرّحت إثر تأليف حكومتها بأنها «واعية للتحديات التي تنتظرها».
أما في كوبا، فأعلن مركز توقعات المناخ أن الإعصار «آيك» يبتعد عن الشواطئ وأنه ليس هناك «حالياً» خطر لاحق بعدما تبددت العاصفة «جوزيفين» التي كانت تليه. وللمرة الأولى منذ عام 2005، وقع أربعة قتلى في كوبا التي أخلت مليونين وستمئة ألف نسمة خلال مرور «آيك».
وقد يلحق مرور «غوستاف»، الذي أدى إلى هدم حوالى مئة ألف مسكن، ثم «آيك»، أضراراً جسيمة بالاقتصاد، وخصوصاً في قطاعات السكر والقهوة.
وفي العاصمة هافانا، حيث أخلت السلطات سكان المدينة القديمة (250 ألفاً) قبل أن تغزوها السيول الجارفة، انهار 16 مبنى من دون وقوع ضحايا، فيما قالت إحدى السيدّات إن هافانا «بدت كأن جيشاً من الأشباح احتلها».
وجدّدت الكوارث الطبيعية النقاش في الولايات المتحدة حول الحصار المفروض على الجزيرة منذ عام 1962. وطالب عدد من المعارضين الكوبيين «برفعه ولو مؤقتاً» لتسهيل وصول المعونات.