تل أبيب: لن يكون هناك سلام حقيقي إذا استمرت سوريا بالتحالف مع النظام الإيراني والمجموعات الإرهابيةStrong>في إطار الانفتاح الدولي على سوريا، كانت أمس زيارة وزير الخارجية وليد المعلم إلى روما، حيث التقى نظيره الإيطالي، فرانكو فراتيني، الذي عرض رعاية بلاده للمفاوضات السورية ـــ الإسرائيلية، لينضم بذلك إلى فرنسا أعلن وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، أمس، أن الحوار السوري ـــــ الإسرائيلي سيكون الأساس للاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، معتبراً أن الجولة المقبلة من المفاوضات غير المباشرة بينهما بوساطة تركيا تتسم بأهمية بالغة لأنها ستكون منطلقاً للمفاوضات المباشرة.
وذكرت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء أن فراتيني أبدى، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري في روما، استعداد إيطاليا لأداء دور في المفاوضات المباشرة بين دمشق وتل أبيب. ورأى «أن بدء المحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل يعدّ من بين علامات النشاط الإيجابي التي سجلناها خلال الأشهر الماضية واستقطبت اهتمام السياسة والدبلوماسية والمراقبين الدوليين».
وقال فراتيني إن نظيره السوري أطلعه على آخر تطورات المحادثات غير المباشرة، مشيراً إلى أنه و«في غضون بضعة أيام، ستجرى الجولة الخامسة التي تتسم بأهمية بالغة لأنها ستشكل الأساس للانطلاق إلى المفاوضات المباشرة».
كذلك كشف الوزير الإيطالي عن أن الرئيس اللبناني ميشال سليمان «سيقوم بزيارة رسمية إلى إيطاليا في تشرين الأول» المقبل. وقال «سنجدد الدعم للرئيس سليمان على أساس المبادئ التي أسس عليها ولايته، أي المصالحة بين جميع الأطراف، وتدعيم المؤسسات الدستورية وتعزيز الوحدة الوطنية وتقوية المؤسسة العسكرية إلى أن تبسط سيطرتها الكاملة على الأراضي اللبنانية».
وأشار فراتيني إلى أن الوزير السوري أكد له «مبدأ عدم التدخل (سوريا) في الشؤون اللبنانية واحترام قرارات وخيارات المؤسسات والشعب في لبنان، مع تقديم الدعم للرئيس اللبناني الضامن لحكومة الوحدة الوطنية».
وأشاد وزير الخارجية الإيطالي بالمستوى الذي وصلت إليه علاقات بلاده مع سوريا، مشيراً إلى أن «هدفنا يكمن في تعزيز الحوار السياسي وتعميق التعاون الثقافي». ووعد ببذل جهود لتذليل «العقبات التي تقف في وجه توقيع سوريا على اتفاقية الشراكة الأوروبية»، مبدياً أيضا أمله في أن تبذل دمشق في المقابل «جهداً إيجابياً في الحوار والمصالحة من أجل الإسهام بحق في بسط السلم عالمياً وفي الشرق الأوسط».
بدوره، قال وزير الخارجية السوري إن حزب الله اللبناني، وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ليسا «إرهابيين، بل هما حركتا مقاومة وطنية ضد الاحتلال»، مضيفاً «ما دام الاحتلال مستمراً فستكون هناك مقاومة وطنية».
وأوضح المعلم أنه «ينبغي أن نميز بين الإرهاب والكفاح المشروع ضد الاحتلال»، لافتاً إلى أن «دمشق أبلغت الرئيس الأميركي جورج بوش بعد هجمات الحادي عشر من أيلول أن مكافحة الإرهاب يجب أن تبدأ من خلال مكافحة جذور الإرهاب».
ولدى الحديث عن المفاوضات السورية ـــــ الإسرائيلية، رأى المعلم أن «الانسحاب من الجولان لا ينبغي أن يكون موضع نقاش». وأكد أن بلاده تطالب بانسحاب إسرائيلي من المرتفعات السورية التي احتلت في حرب الأيام الستة، أي إلى حدود عام 1967. وقال «على هذا الأساس فقط يمكن الشروع في محادثات جدية ضمن عملية السلام»، مشدداً على أن مصلحة بلاده تكمن في «التوصل إلى سلام عادل وعالمي».
وذكّر وزير الخارجية السوري بجهود رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التي استمرت عاماً كاملاً، قبل الدخول في محادثات سلام غير مباشرة مع إسرائيل، والتي قال إنها «ترسم الآن خطوط مسيرة السلام قبل الانتقال إلى المحادثات المباشرة».
وفي السياق، أعلن السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، ساري مريدور، أن «فك التحالف الإيراني السوري هو السبب الأول الذي دفع الحكومة الإسرائيلية الى إجراء محادثات غير مباشرة مع سوريا».
وقال ميريدور، لصحيفة «واشنطن تايمز»، «لا يمكن أن يكون هناك سلام حقيقي إذا استمرت سوريا بالتحالف مع النظام الإيراني والمجموعات الإرهابية». وأضاف أن «رؤية إيران تمتلك سلاحاً نووياً يشكل أكبر خطر في الشرق الأوسط حالياً». وأضاف «إن نافذة الفرص» لمواجهة هذا التهديد «تضيق لكنها لم تغلق بعد».
وحث مريدور روسيا على عدم بيع أسلحة حديثة إلى إيران وسوريا. وقال إن «مبيعات الأسلحة الروسية لخصوم إسرائيل أخطر من التعاون العسكري الجورجي ـــــ الإسرائيلي». وأضاف «إذا واصلت روسيا بيع أسلحة قاتلة وحديثة إلى سوريا، فإن هذا سيشكل خطراً على الاستقرار والسلام في إسرائيل والمنطقة. نأمل ألا يفعلوا ذلك».
وأشار ميريدور إلى بيع روسيا لسوريا نظام «أس ــ 125» المعروف أيضاً باسم «أس ــ ايه 3 غوا»، وهو نظام صواريخ أرض ــ جو قصير المدى، مخصص لملاحقة وتدمير أهداف مثل الطائرات والمروحيات والصواريخ. وقال إن بيع أسلحة جديدة إلى أعداء إسرائيل سيزيد مخاطر «قاعدتين إرهابيّتين غير مسبوقتين مدعومتين من إيران وسوريا»، وذلك في إشارة إلى حزب الله وحركة «حماس». وأضاف «اليوم بلدنا مغطى من الجهتين (الشمال حيث حزب الله والجنوب حيث حماس) بما يعادل نحو 50 ألف صاروخ وقذيفة». وأشار إلى أن العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الأمم المتحدة على إيران «ليست كافية». وعن احتمال توجيه ضربة إسرائيلية لإيران، قال إن موقف إسرائيل واضح «وهو أن هذا يجب أن يحلّ من خلال وسائل سلمية».