لم تَحُل الدرع الصاروخية الأميركية المنوي نشرها في بولندا وتشيكيا، والتي تمثّل كابوساً بالنسبة إلى موسكو، دون إشارات روسية إيجابية للانفتاح على الولايات المتحدة، شرط الحصول على ضمانات عملية بعدم استهدافها لا يزال نشر الدرع الصاروخية الأميركية في تشيكيا وبولندا يثقل المخيّلة الأمنية الروسية. وخلال زيارته بولندا، أمس، في بادرة تهدف ربما إلى تسوية العلاقات بين البلدين، أطلق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إشارات إيجابية نحو الولايات المتحدة، سبقها شبه يقين من استهداف الدرع لروسيا، قائلاً إن «الدرع الأميركية ليس لها من هدف إلا الصواريخ الروسية». وأوضح، في مقال لصحيفة «غازيتا فيبوركشا» البولندية، «أن أي خبير موضوعي يدرك أن صواريخ إيران لا تمثّل تهديداً لأوروبا، فضلاً عن الولايات المتحدة».
إلّا أنه استجمع كلماته من جديد، منتقياً عبارات إيجابية، أكد فيها أن موسكو «تترك الباب مفتوحاً أمام مفاوضات جدّية إذا كانت الولايات المتحدة وبولندا ترغبان فعلاً في ضمان ألا تكون القاعدة المضادة للصواريخ في أوروبا موجهة ضد روسيا»، موضحاً أن «الأمر يحتاج إلى ضمانات فعلية، لا إلى مبادرات سياسية سطحية».
من جهة أخرى، حثّ لافروف «الغرب على الاعتراف باستقلال إقليمَي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا». وأكد أن «بولندا بالنسبة إلينا أحد أهم الشركاء الذين يعملون كمعبر لنقل موارد الطاقة الروسية إلى غرب أوروبا»، مشيراً إلى أن مسؤولين أميركيين قالوا إن «أي أعمال عدوانية ترتكبها جورجيا، ستحرمها من الانضمام إلى الأطلسي».
لغه الانفتاح هذه لم يحتكرها لافروف، إذ أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، أنه يجدر «بواشنطن التعاون مع روسيا في مكافحة الإرهاب بدل تطوير علاقات مع أنظمة فاسدة»، في إشارة إلى جورجيا.
أما رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، فأراد طمأنة الغرب من خلال قوله إن «روسيا ليس لديها طموحات إمبريالية، ولا تريد المساس بسيادة جيرانها من دول الاتحاد السوفياتي السابق». وأضاف أن «روسيا هي التي بادرت إلى إنهاء الاتحاد. لو لم تتخذ روسيا هذا الموقف، لكان لا يزال قائماً. ولم يعد لدينا أي رغبة في المساس بسيادة الجمهوريات السابقة»، مشيراً إلى أنه «ليس لدينا أي خلاف إيديولوجي ولا أي دافع لإثارة حرب باردة».
في هذا الوقت، اتهمت وزارة الخارجية الروسية السلطات الأوكرانية بممارسة سياسة «غير ودّية» إزاء روسيا، موضحة أنه يتعيّن على البلدين «تحديد مواقفهما من مصير معاهدة الصداقة والتعاون والشراكة لعام 1997، وذلك بحلول الأول من تشرين الأول المقبل».
وفي شأن الصواريخ الروسية في فنزويلا، أعلن مستشار القائد الأعلى للقوات الجوية، فلاديمير دريك، أن «القاذفتين الروسيتين اللتين وصلتا إلى فنزويلا، أول من أمس، للقيام بطلعات تدريبية، لا تحملان أسلحة نووية على متنيهما». وأضاف أن «الطاقمين سيعودان إلى قاعدتهما في 15 أيلول الحالي».
من جهته، أكد المتحدث باسم الخارجية الروسية، أندريه نيسترينكو، أن «هبوط الطائرتين في قاعدة جوية فنزويلية تم بموجب اتفاق أُبرم في وقت سابق».
إلى ذلك، أعلن رئيس أوسيتيا الجنوبية، إدوارد كوكويتي، أن منطقته لا تنوي الانضمام إلى روسيا الاتحادية، وتريد الانضمام إلى أوسيتيا الشمالية، ما يعدّ عودة عن إعلان سابق.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)