أصبح السفير الأميركي لدى فنزويلا، باتريك دادي، ثاني رئيس بعثة دبلوماسية أميركية في أميركا اللاتينية يطرد خلال 48 ساعة، بعد إبعاد زميله لدى لاباز، فيليب غولدبرغ، «غير المرغوب فيه» في بوليفيا
بول الأشقر
تسارعت وتيرة الأزمة الدبلوماسية في أميركا اللاتينية، لتصبح أزمة إقليميّة، مع إقدام الولايات المتحدة على طرد السفير الفنزويلي لديها، برناردو ألفاريز هيريرا، رداً على قرار الرئيس هوغو تشافيز اعتبار السفير الاميركي لدى كراكاس، باتريك دادي، شخصاً غير مرغوب فيه.
ورداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تعتزم الرد بالمثل واعتبار سفير فنزويلا لديها شخصاً غير مرغوب فيه أيضاً، أجاب مسؤول أميركي رفض الكشف عن هويته «نعم، بالتأكيد».
كذلك أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات في حق مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة الفنزويلية التي تتهمها «بتقديم مساعدة مادية للقوات المسلّحة الثورية الكولومبية فارك في عمليات تهريب للمخدرات».
وفي رد فعل على قرار الرئيس البوليفي إيفو موراليس اعتبار السفير الأميركي لدى لاباز، وليام غولدبيرغ، «شخصاً غير مرغوب فيه»، أخذت الخارجية الأميركية قراراً مماثلاً وطلبت من سفير بوليفيا لديها، غوستاف غوزمان، مغادرة أراضيها. وقال بيان الخارجية الأميركية إن قرار موراليس «مجانياً وسيلحق ضرراً بالتعاون بين البلدين وخصوصاً في مجال مكافحة المخدرات». لكن وزير خارجية بوليفيا، دافيد شواكيزاكا، ردّ بأن بوليفيا «لم تقطع علاقاتها» مع الولايات المتحدة وهي ما زالت مستعدة للتعاون بين البلدين.
وتتّهم الحكومة البوليفية السفير الأميركي بـ«التنسيق بين فروع المعارضة كما فعل في كوسوفو».
وكان تشافيز قد قرر اعتبار السفير الاميركي «غير مرغوب فيه». وبرّر قراره بأنه «تضامن مع بوليفيا. وتحدّث تشافيز هاتفياً مع موراليس، وقال له: معركتك هي معركتي ومعركة بوليفيا هي معركة فنزويلا». وتابع «إذا قتل إيفو موراليس أو حصل إنقلاب في إحدى الدول الحليفة، فسنعتبره ضوءاً أخضراً للعودة إلى الكفاح المسلح».
كذلك اتصّل الرئيس البرازيلي لولا دو سيلفيا بموراليس للتعبير عن تأييده وقرر إرسال وفد من المراقبين يضم أيضاً مندوبين عن الأرجنتين وكولومبيا الى بوليفيا. وعبّرت الحكومة الأرجنتينية أيضاً عن دعمها «غير المشروط» للحكومة البوليفية ورئيسها وطالبت بتحرك دولي لـ«حماية نظام بوليفيا الدستوري ووحدة أراضيها».
في هذا الوقت، تصاعد العنف في بوليفيا الذي أدّى إلى سقوط ثمانية قتلى وأكثر من ستين جريحاً، خلال اليومين الماضيين، بينما تشهد مناطق سانتا كروز (شرق) وتاريخا (جنوب) وبيني وباندو (شمال) وشوكيوساكا منذ اربعة أيام صدامات وتظاهرات متقطعة.
وشهدت ولاية باندو، مواجهات دامية بين أخصام موراليس وأنصاره.
في الوقت عينه، ارتفع عدد المنشآت الرسمية التي احتلها المعارضون في الولايات الشرقية خلال الأسبوع الأخير إلى 58 مؤسسة.
وقال الرئيس البوليفي إنه قد يتخذ «تدابير جذرية بعد أيام لأنه في الحقيقة، صبري بدأ ينفد». وكرّر مقولة «أن بوليفيا تواجه انقلاباً مدنياً» يقوم به المحافظون والشبيبة المدنية.