انتُقد جون ماكاين لاختياره سارة بالين نائبة له وسلّط الإعلام أضواءه عليها وعلى عائلتها، فصارت مجبرةً على الردّ بظهور إعلامي تستعرض خلاله عضلاتها السياسية
واشنطن ــ محمد سعيد
في أول ظهور لها خلال مقابلة تلفزيونية بعد اختيارها مرشحة لمنصب نائب رئيس للمرشح الجمهوري جون ماكاين، أبرزت سارة بالين مواهبها السياسة، معربةً عن استعدادها لأن تكون رئيس في ردٍّ على الانتقادات التي وُجّهت إليها عن قلّة خبرتها.
وقالت سارة، في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأميركية «إي بي سي»، إنّها «مستعدة لتصبح رئيسة الولايات المتحدة إن دعت الضرورة»، مؤكّدة أنّها «لم تتردّد لحظة عندما طلب منها المرشح الجمهوري أن تكون مرشحته لنيابة الرئيس».
ثم انتقلت لاستعراض مواهبها في السياسة الخارجية، ورأت أن مهاجمة القوات الروسية لجورجيا الشهر الماضي «عمل غير مقبول». كذلك شدّدت على ضرورة انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى حلف شمال الأطلسي نكاية في روسيا.
وتابعت بالين عرض سياستها الخارجية من موقع «المدافع عن حلفائه بشراسة»، قائلةً «أي هجوم تقوم به روسيا لأي من أراضي دول حلف الأطلسي قد يقودها إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة». غير أنّها أشارت إلى أنّ واشنطن وموسكو لن «تعودا إلى الحرب الباردة». ودعت إلى دعم جورجيا عبر فرض عقوبات اقتصادية، وممارسة ضغوط دبلوماسية على روسيا. وهاجمت رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين، الذي قالت إنّ هدفه «السيطرة على مصادر الطاقة» المنتجة في روسيا أو التي تمرّ عبرها. ونظّرت بالين في ملف إيران والتهديد الإسرائيلي بمهاجمة مواقعها النووية، وقالت «في ظل حكم (الرئيس الإيراني) محمود أحمدي نجاد، وجود الأسلحة النووية بين أيدي حكومته بالغ الخطورة بالنسبة إلى الجميع». ورأت أنّه إذا كان بقاء إسرائيل مهدّداً بهذه الأسلحة فإن لإسرائيل الحق فى الدفاع عن نفسها. وعن شرعية ضرب الولايات المتحدة لمن تصفهم «إرهابيين» في المناطق الباكستانية القبلية المحاذية لأفغانستان، لفتت بالين إلى أنّ «هؤلاء الإسلاميين الذين يسعون لتدمير أميركا وحلفائنا، علينا أن نقوم بكل ما بقدرتنا وعدم التردّد».
وعلى ما يبدو فإنّ ترشيح ماكاين لبالين لمنصب نائب الرئيس أعطى حملته زخماً قوياً، وقد أدّى إلى تقدّمه في استطلاعات الرأي على خصمه المرشح الديموقراطي باراك أوباما. وأظهر استطلاع جديد لجامعة «كوينيبياك» أن ماكاين اكتسب المزيد من التأييد في ولايتي فلوريدا وبنسلفانيا. وبيّن أنّ الجمهوري يتقدّم على منافسه الديموقراطي بـ50 في المئة في مقابل 43 في المئة في فلوريدا، مقارنة بـ 47 و43 في المئة لكل منهما في آخر استطلاع للرأي أجرته الجامعة.
وفي بنسلفانيا، خسر أوباما نقطة لكنّه لا يزال يتقدّم على ماكاين بـ 48 في المئة في مقابل 45 في المئة للأخير. أما في ولاية أوهايو، فربح أوباما خمس نقاط وبلغ التأييد له 49 في المئة مقارنةً بـ44 في المئة لماكاين. وتبيّن أن تأييد النساء البيضاوات لماكاين حقق تقدماً في أوهايو وبنسلفانيا، فيما خسر نقطتين في فلوريدا.
ومع ذلك، رجّح الرئيس السابق بيل كلينتون أن يحقق المرشح الديموقراطي للرئاسة باراك أوباما فوزاً كاسحاً في الانتخابات المقبلة، وذلك خلال استضافته للأخير في مكتبه،
فردّ أوباما «سنقحمه في العمل»، في إشارة إلى كلينتون، الذي أجاب «وافقت على القيام بعدد مهم من الأمور، وسأقوم بأي شيء يُطلب مني».