خمسون يوماً تفصل عن المعركة الانتخابية الرئاسية الأميركية التي تزداد سخونة يوماً بعد يوم؛ لهجة التصعيد في وتيرة عالية، تصريحات وأخرى مضادّة، تكذيبات ونفي، هجوم وردّ، أوراق تُلعب وأخرى تُترك لوقتها. لم تهدأ المعركة لحظة منذ أن دخلتها المرشحة لمنصب نائب الرئيس الجمهورية سارة بالين.فبعد مزاعم دارت عن زيارة بالين للعراق في عام 2007، تراجعت حملتها الانتخابية واعترفت بأنّها لم تزر بلاد الرافدين، ولكنّها توقفت لوقت قصير على الحدود مع الكويت العام الماضي.
وكانت حملة بالين قد أعلنت بُعيد ترشيحها للمنصب بهدف تعبئة رصيدها الخارجي أنّ الأخيرة زارت العراق والكويت وألمانيا وإيرلندا و«موقعاً عسكرياً داخل العراق».
وخلال المقابلة التي أجرتها معها شبكة «أي بي سي نيوز»، قالت بالين إنّها زارت الكويت وألمانيا. وكان مسؤولون في حملة بالين قد اعترفوا أيضاً بأنّها لم تزر إيرلندا بل إن طائرتها توقفت هناك من أجل التزود بالوقود.
وكما تعمل الماكينات الانتخابية الأميركية بالبحث عن هفوات الخصم واصطيادها، قامت حملة المرشح الديموقراطي باراك أوباما بالتحرّي عن الموضوع ثم خرجت لتُعلن أنّ حملة الجمهورييين مليئة بالكذب. وتساءلت «هل هناك شيء لم تكذب بشأنه حملة (الجمهوري جون) ماكاين؟».
ولدى بالين العديد من النقاط «الساخنة» التي ما فتئت وسائل الإعلام تسلّط الضوء عليها، بدءاً من عائلتها حتى اتهامات بشأن استغلال سلطاتها كحاكم آلاسكا لجمع الأموال. لكن ذلك لم يمنعها من أخذ المبادرة والهجوم؛ فقد رأت أنّ أوباما نادم على عدم اختياره منافسته السابقة هيلاري كلينتون نائبة له، مغدقة المديح على الأخيرة قائلة «يا له من تصميم، يا لها من شجاعة، كيف تخطت كل الصعوبات التي اعترضت طريقها»، فردّ الديموقراطيون مباشرة عليها وذكّروها بتصريحها عن هيلاري التي قالت فيها إبان الانتخابات التمهيدية «نواح هيلاري لا يفيد النساء بشيء».
كذلك ردّوا على الحملة التي يشنّها الجمهوريون. وقال مدير الحملة ديفيد بلوف إنّ «ماكاين أثبت أنّه مستعد للذهاب حتى مجاري المياه للفوز»، مضيفاً «لقد تحوّلت حملته إلى سلسلة من التشهير والأكاذيب».
أما أوباما، الذي كان يقوم بحملة في نيوهامبشر، فوعد بالردّ بلهجة أكثر رصانة وحزماً قائلا «أؤكد أننا سنردّ بقوة لكننا سنرد على هموم العائلات». وتابع «أعتمد فلسفة مختلفة وهي الردّ عبر الحقيقة».
وينوي أوباما لعب ورقة آل كلينتون في وقتها، فبعدما أعلن الرئيس السابق بيل كلينتون أنّ أوباما سيفوز بسهولة في الانتخابات ووافق على القيام بتحرّكات لدعم حملته، تنوي زوجته هيلاري القيام بحملة في أوهايو نهاية الأسبوع الحالي، بعدما أظهر استطلاع للرأي هذا الأسبوع ارتفاع نسبة تأييد النساء للجمهوريين بدخول بالين إلى أرض المعركة.
إلى ذلك، أظهر التقرير الضريبي لنائب المرشح الديموقراطي جو بايدن أنّه ثاني أفقر رجل في الكونغرس.
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي)