يوريكو كويكي، مرشحة يابانية لرئاسة الحزب الحاكم، تملك حظوظاً لا بأس بها للفوز وبالتالي الوصول إلى رئاسة الوزراء كأول امرأة في هذا المنصب في تاريخ البلاد الحديث
طوكيو ــ الأخبار
ينتخب الحزب الليبرالي الديموقراطي الحاكم الأسبوع المقبل رئيسه الجديد خلفاً لياسو فوكودا. أحد المتنافسين امرأة، وزيرة البيئة السابقة، التي إن نجحت في الوصول إلى رئاسة الحزب وبالتالي رئاسة الحكومة، بحكم أنّ الحزب يحكم البلاد ويتمتع بالغالبية البرلمانية منذ أكثر من ستة عقود، ستدخل التاريخ من أوسع أبوابه كأول امرأة على رأس الجهاز التنفيذي للأرخبيل. لكن اللافت في مسيرة حياتها أنّها امرأة «مستعربة».
اخترقت يوريكو كويكي (٥٥ عاماً) عالم السياسة عبر الإعلام، وكرّست حياتها بالتدرج من منصب لآخر في العالم السياسي الياباني الذكوري من دون أن تكوّن عائلتها الخاصة فهي غير متزوجة. كانت مذيعة تلفزيونية سابقة قبل أن تحتل منصب وزيرة البيئة عام 2003 في حكومة جونشيرتو كويزومي الثالثة، الحكومة الأكثر شعبية في تاريخ اليابان، واستمرت فيها حتى عام 2006، وقد ضمّت إليها عام 2004 وزارة الدولة لشؤون أوكينوا، وحملت الحقيبتين معاً حتى عام 2006، وبعدها تسلّمت منصب مستشارة (٢٠٠٦- ٢٠٠٧)، وعملت وزيرة دفاع لمدة ٥٤ يوماً في ٢٠٠٧ قبل أن تستقيل.
وقبل أن تدخل المعترك السياسي، دخلت كويكي إلى عالم الإعلام من بوابة الملفات العربية، فهي درست في القاهرة وتخصصت في اللغة العربية إلى جانب دراسات العلوم السياسة. وقد أجرت مقابلات صحافية مع عدد من زعماء العالم العربي مثل ياسر عرفات والعقيد معمر القذافي قبل أن تقدّم برامج تلفزيونية إخبارية، لكنّها أبت أن تبقى في عالم متابعة الخبر وقرّرت الانتقال إلى عالم صناعته.
فالمعروف عن كويكي أنّها «من اليمين المتشدّد»، وكان لرفض اليابان المشاركة في حرب الخليج الثانية من أجل تحرير الكويت دافعاً أساسياً لها للانتقال إلى فضاء السياسة العامة، مبرّرة ذلك بضرورة «العمل وأخذ القرارات وعدم الاكتفاء بالنقد والتعليق». وبعد تنقلها في عدد من الأحزاب، انخرطت في الحزب الليبرالي الديموقراطي.
وأعلنت «مادونا اليابان المستعربة»، كما تسمى، خلال مؤتمر صحافي، أنها نجحت في الحصول على تواقيع «عشرين عراباً»، وهي من شروط قبول ترشيحها لمنصب رئاسة الحزب. وقالت «لقد تلقيت دعماً حماسياً من زملائي وقرّرت الترشح» لرئاسة الحزب الليبرالي الديموقراطي، مشيرة إلى أن «قاعدة برنامجها ستكون الإصلاحات ثم الإصلاحات»، إلا أنّ تبوّء المنصب ليس مرتبطاً فقط بعملية الانتخاب بل بتوافر عناصر عدّة تعكس توافق تيارات القوى المتعدّدة في الحزب وخارج الحزب الذي يحكم البلاد منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية (ما عدا فترة قصيرة جداً في مطلع التسعينات). وهذا ما يجعل عدداً من المراقبين متردّداً في الحكم على حظوظ كويكي بالفوز، وخصوصاً أن منافسها وزير الخارجية الحالي، تارو آسو، يتمتع بدعم رئيس الوزراء المستقيل فوكودا، الذي سبق أن هزمه في انتخابات الحزب التي جرت في أيلول من العام الماضي.
وستواجه كويكي مرشحين آخرين في الحزب، بينهم كاورو يوسانو (70 عاماً) المؤيّد لخفض الدين الياباني العام الهائل، وشنتارو أيشهارا (51 عاماً) ابن حاكم طوكيو. لكن المرجّح فوزه في السباق يبقى آسو (67 عاماً) الذي يحتل الطليعة في استطلاعات الرأي.
وان تمكّنت كويكي من التغلّب على منافسيها، ستدخل بلاد «أبطال الساموراي» في نادي الدول التي تحكمها نساء، وخصوصاً أن الأرخبيل هو في وسط محيط من دول تحكمها وحكمتها نساء من الهند إلى الفلبين مروراً بباكستان وإندونيسيا، كما أن اليابان القديمة حكمتها في التاريخ نساء لربما أشهرهن الإمبرطورة «سايميي» (٦٥٥ - ٦٦١م) التي دخلت تاريخ العلاقات العربية ــــ اليابانية، إذ يذكر المؤرخون أنّ عهدها شهد وصول أول عربي مسلم إلى اليابان.
ومن المقرّر أن ينتخب الحزب الليبرالي الديموقراطي رئيسه في 22 أيلول. وسيجرى الإدلاء بإجمالي 528 صوتاً، يأتي 387 صوتاً منها من أعضاء الحزب و141 صوتاً منها من ممثلي المقاطعات، وسيتم إعلان النتيجة في وقت لاحق من يوم إجراء الانتخابات.
ومن المفترض أن يعمد رئيس الوزراء المقبل إلى حلّ مجلس النواب والدعوة إلى انتخابات تشريعية سابقة لأوانها، يُحتمل أن تكون في تشرين الثاني المقبل، علماً بأن هذا الاستحقاق مرتقب مبدئياً في أيلول 2009.