Strong>رغم كل المباحثات «الإيجابية» التي دارت بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، لم يحمل تقرير الأخيرة الذي صدر أمس أيّ ملامح إيجابية، بل بقي في دائرة التساؤل عن الطبيعة الحقيقية للبرنامج الإيراني
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، أنها لم تتمكن من إحراز تقدّم مع إيران في شأن التحقيق في «مزاعم» بأنها أجرت دراسات لإنتاج رأس حربي نووي.
وقال آخر تقرير لوكالة الطاقة عن برنامج إيران النووي إنها «للأسف لم تتمكن من تحقيق أي تقدم جوهري بشأن الدراسات المزعومة (حول عسكرة البرنامج النووي الإيراني) وبقية المواضيع الرئيسية المرتبطة بهذا البرنامج التي لا تزال مصدر قلق شديد».
وتشير هذه «الدراسات المزعومة»، التي تم الكشف عنها في شباط الماضي، إلى أن إيران ربما حاولت تطوير رأس حربي نووي وتحويل اليورانيوم وتجربة مواد عالية الانفجار. إلا أن إيران لم تفعل الكثير لدحض هذه الادّعاءات واكتفت بوصف الوثيقة التي تدعمها بأنها «مزوّرة» و«مفبركة»، حسبما ذكرت الوكالة.
وجاء في تقرير «وكالة الطاقة» أنه لكي تحرز إيران تقدماً، فإن عليها أن «توضح مدى صحة المعلومات الموجودة في الوثيقة، وكيف برأيها يمكن أن تكون هذه المعلومات قد عُدّلت أو كيف ترتبط بأهداف بديلة غير نووية».
وحذّرت الوكالة إيران من أنها إذا لم تبد «مثل هذه الشفافية.. فلن تتمكن الوكالة من تقديم ضمانات موثوقة حول عدم وجود مواد ونشاطات نووية غير معلنة في إيران».
وأكدت وكالة الطاقة أن إيران لا تزال تتجاهل طلب مجلس الأمن الدولي بتوقيف أنشطتها لتخصيب اليورانيوم وواصلت تركيب أجهزة الطرد المركزي.
ويضيف التقرير أن المدير العام للوكالة، محمد البرادعي، «يحثّ إيران على تطبيق كلّ الإجراءات المطلوبة لبناء الثقة بشأن الطبيعة السلمية الحصرية لبرنامجها النووي في أقرب موعد ممكن».
وقال مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة «وصلنا إلى طريق مسدود».
وفي السياق، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، غوردن جوندرو ،«ندعو إيران بإلحاح إلى تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجته، وإلا سيتواصل تطبيق العقوبات التي سبق وأقرّها مجلس الأمن الدولي، وقد تفرض عقوبات جديدة».
في المقابل، أعلن المندوب الإيراني لدى وكالة الطاقة، علي أصغر سلطانية، «أن القول بأن إيران لم تنفذ قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطلب منها وقف تخصيب اليورانيوم، يشير إلى أن إيران لم تجد سبباً منطقياً وقانونياً للقيام بذلك». وشدّد على أنه «لا يمكن لإيران التخلّي عن حقها الثابت الذي يضمنه لها ميثاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
في سياق آخر، نشرت صحيفة «لاستامبا» الإيطالية أمس تقريراً عن مذكّرة تتداولها أوساط استخبارية غربية تفيد بأن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، علي خامنئي، يمتلك خطة سريّة من أجل تسريع وتيرة إنتاج الأسلحة النووية من خلال افتعال عطل «وهمي» في مفاعل «بوشهر» الذي تقوم روسيا ببنائه جنوب إيران.
ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء عن تقرير الصحيفة قوله إن «مبادرة خامنئي تعود إلى العام الماضي، غداة الضربة الجوية الإسرائيلية على شمال سوريا».
وأشار تقرير «لاستامبا» إلى أن خامنئي «ما إن سمع بالضربة حتى استدعى مجموعة من المسؤولين في مجلس الأمن القومي الإيراني، المسؤول عن المشروع النووي».
ولفتت المذكرة الاستخبارية إلى أن خامنئي «طرح خلال الاجتماع فكرة تفيد بأن الإسراع في المشروع العسكري كان ضرورياً حتى لدرجة مواجهة المخاطر المتمثلة في عدم احترام تعليمات الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، مشيرة إلى أن خامنئي طالب في نهاية الاجتماع بوضع «خطة لاستغلال وقود مفاعل بوشهر من أجل الحصول على البلوتونيوم».
وأوضحت أن الاجتماع «شهد بعض التوتر نظراً لأن عدداً من هؤلاء لفتوا انتباه خامنئي إلى الثمن السياسي الباهظ الذي قد تدفعه طهران إذا ما مضت في هذا الاتجاه، لكنه عقد العزم على إعطاء الضوء الأخضر لخطّته بالتفصيل».
ورأت الصحيفة أن خامنئي «يجد نفسه أمام خيارين، يتمثل الأول بنشر صفائح الوقود لمدة 300 يوم وإنتاج البلوتونيوم بنسبة أدنى من الطراز العسكري والحصول على 600 كيلوغرام ضرورية لإنتاج 75 قنبلة نووية بقدرات منخفضة»، فيما رجّحت اعتماده على الخيار الثاني المتمثّل «بتنشيط المفاعل بأقصى قدراته لمدة شهرين من أجل إنتاج 120 كيلوغراماً من البلوتونيوم العسكري اللازم لإنتاج 15 قنبلة نووية من الطراز التقليدي».
وكان الملف النووي الإيراني محور محادثات أمس بين وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير ونظيره الإيراني منوشهر متكي في برلين.
إلى ذلك، بدأت وحدات دفاعية ومن السلاح الجوي الإيراني مناورات عسكرية أمس، بهدف اختبار معدات وتعزيز الاستعداد في 15 من أقاليم الجمهورية الإسلامية البالغ عددها 30 إقليماً.
(أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي آي، مهر)


خلايا نائمة إيرانية في الخليج!(أ ف ب)