صدّت القوات الباكستانية، أمس، محاولة قوات الائتلاف، بقيادة أميركية، الآتية من أفغانستان تنفيذ ضربة جوية داخل المناطق القبلية الباكستانية، وذلك في رد فعل هو الأوّل من نوعه بعد سلسلة الهجمات الـ«أُحادية» داخل المنطقة، اكتفت إسلام آباد دوماً بالتعبير عن استيائها حيالها.ونقلت قناة «جيو تي في» الباكستانية عن مصادر لم تسمّها قولها إن جنوداًَ أميركيين على متن مروحيتين حاولوا النزول في مناطق قريبة من أنغور آدا على الحدود الباكستانية الأفغانية، لكن رجال القبائل وجنود الجيش تصدّوا للمروحيتين بإطلاق النار عليهما وأرغموهما على الانسحاب. وأضافت أن الوضع متوتر، ويستعدّ الجيش ورجال القبائل لمواجهة أي تطورات مفاجئة.
كذلك، قال مسؤولون باكستانيون محليون، لم يفصحوا عن هويتهم، إن مروحيات من قوات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان اقتربت إلى مسافة نحو مئة متر من الحدود، لكنها تعرّضت لإطلاق نار من الجيش، أرغمها على الانكفاء.
في المقابل، نفى الجيش الباكستاني وقوع الحادث. وقال المتحدث باسمه، الجنرال أطهر عبّاس، «تحققنا من الأمر، هناك مركز على الحدود، ولم يقع أي حادث من هذا النوع»، مشدّداً على أنّ «هذه المعلومات خاطئة. لم تقترب أي مروحية من الحدود، ولم يطلق أيّ جندي النار». كما أنّ السلطات الباكستانية لم تؤكّدها رسمياً.
وإذا تأكّدت الحادثة، فإنّها ستمثّل مفصلاً أساسياً في تحديد دور إسلام آباد في الحرب على الإرهاب. فواشنطن تعتمد منذ فترة استراتيجية جديدة لمحاربة تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان»، من خلال تنفيذ ضربات جوّية تستهدف قيادات مهمة في التنظيمين داخل المناطق القبلية الباكستانية المحاذية لأفغانستان، والتي تدّعي واشنطن أن التنظيم بنى جنّته الآمنة داخلها بمساعدة «طالبان» التي وفّرت له الحماية.
ورغم نفي الجيش الباكستاني، إلا أن الخبر قد يكون تطوراً منطقيّاً بعد الغارات الأميركية الأخيرة، ولا سيما أن قائد الجيش، أشفاق كياني، كان قد حذّر بلهجة صارمة من يعتدي على سيادة بلاده، وأقسم على منعه بأي ثمن، وذلك بعد الأنباء التي أشارت إلى أن الرئيس الأميركي جورج بوش أعطى أوامره سرّاً بتنفيذ عمليات بريّة في المنطقة القبلية.
وفي حادثة منفصلة، شنّت القوات الأمنية الباكستانية، مدعومةً بالمروحيات والآليات العسكرية الثقيلة، هجوماً على المتمرّدين في المناطق القبلية، ما أدى إلى مقتل نحو 32 شخصاً، بينهم ثلاث نساء، كما كشف مصدر أمني. والقتال الذي جرى أول من أمس، يقع في سياق معركة جارية منذ أسابيع في منطقة باجور القبلية الحدودية، إحدى القلاع المحتملة التي يختبئ فيها زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن على حدّ ادّعاء واشنطن، أدّت إلى مقتل المئات فضلاً عن فرار نحو 300 ألف شخص منذ شهر آب.
(أ ف ب، يو بي آي)