بول الأشقرحسمت المعارضة البوليفية قرارها أمس، وآثرت توقيع اتفاق تمهيدي حول الحوار مع الرئيس إيفو موراليس والتوجه اليوم إلى كوشابامبا حيث ستبدأ رسمياً المفاوضات بمشاركة وفود أجنبية.
وإثر إعلان اعتقال محافظ ولاية باندو، ليوبولدو فرنانديز، المتهم بالإشراف على المجزرة التي أدت إلى مقتل 16 فلاحاً وفقدان العشرات، وبعدما ميّز موراليس «بين تدبير قضائي يبرره قتل الناس بالعشرات وبين الخلافات السياسية القابلة دائماً للتسوية»، وافق محافظ ولاية تاريخا، ماريو كوسيو، المفاوض الأساسي باسم المعارضة على بدء المفاوضات.
ثم عبّر محافظ ولاية سانتا كروز، روبين كوستاس، عن رغبته في المشاركة في الحوار. وفي مدينة سانتا كروز، وبحضور كوستاس ومندوبين عن الكنيسة، وقّع كوسيو بالأحرف الأولى على النصّ الذي توصّل إليه الطرفان قبل القمة الأميركية الجنوبية «أوناسور» التي عُقدت يوم الأحد الماضي في عاصمة تشيلي سانتياغو.
وتتضمن وثيقة الاتفاق جردة مواضيع ستكون مادة الحوار الذي يؤمل أن يؤدي إلى «اتفاق وطني كبير»، ومنها التوفيق بين الموارد المالية العائدة إلى المحافظات وبرنامج التعويض للمسنّين، الذي من أجله حجزت الحكومة ثلث تلك الموارد، ما أثار انتفاضة الولايات.
وتشمل المفاوضات أيضاً مسألة التوفيق بين شرع المحافظات التي أقرّت في استفتاءات متتالية، وبين الدستور الجديد الذي وعدت الحكومة بتجميد إقراره في المجلس «خلال فترة شهر قابلة للتجديد، حسب تطور المفاوضات». كما اتّفق الطرفان على تشكيل لجان تحقيق حول أحداث باندو ورفع كل الحواجز عن الطرق. وفي السياق، التزمت الحكومة «عدم اعتقال أي من أنصار المعارضة بسبب مواقفهم السياسية»، فيما التزمت المعارضة بإعادة الأبنية الرسمية المحتلة فوراً. وتقرر توزيع جدول أعمال الحوار، على ثلاث لجان فرعية، تشرف عليها طاولة حوار وطنية تضمّ إلى جانب الفريقين المحليين، ممثّلين عن «أوناسور» والكنيسة الكاثوليكية والاتحاد الأوروبي ومنظمة الدول الأميركية والأمم المتحدة.
وتقرر بدء الحوار اليوم في مدينة كوشابامبا التي تعدّ «محايدة» وإنهاؤه في مدينة تاريخا.
وفيما كانت مدينة سانتا كروز تعيش ساعات متوترة إثر قرار قادة المنظمات الفلاحية المؤيدة لإيفو موراليس التظاهر في داخل المدينة، المحاصرة منذ أسبوع، أقيل مسؤول «الشبيبة» فيها نتيجة خلافات وقعت بين أعضائها وتمّ تعيين خلف له.