يبدو أن الولايات المتحدة تحاول النيل من روسيا من خلال التهديد، وهو ما فعلته وزيرة خارجيتها كوندوليزا رايس، التي هددت موسكو بمنع انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية ومنظمة الأمن والتعاون الاقتصادي في أوروبا، فيما خيّر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الغرب بين بلاده وجورجيا. وبعد إعلان رايس أن انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية ومنظمة الأمن والتعاون الاقتصادي في أوروبا «بات موضع شك»، اتهمت موسكو بأنها تزداد «تسلّطاً وعدوانية». وأضافت أن «أعمال روسيا في جورجيا تمثّل تدهوراً في سلوكها منذ سنوات».
من جهته، دعا وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس حلف شمالي الأطلسي إلى «تجنّب استفزاز روسيا في ردّه على الأزمة الجورجية»، وذلك قبيل بدء اجتماع وزراء الدفاع في حلف الأطلسي في لندن، المخصص لهذا الموضوع.
في المقابل، أعلن مدير دائرة المفاوضات التجارية في وزارة التنمية الاقتصادية الروسية، مكسيم ميدفيدكوف، أن «الجولة الجديدة من المفاوضات بشأن انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية ستنطلق في تشرين الثاني المقبل».
أما لافروف، فأكد أن «بلاده لن تحمل مشاعر عدائية للولايات المتحدة، ولن تسمح بأن تُجر إلى شجار مع أوروبا»، قائلاً إن «روسيا لا تدق إسفيناً في العلاقات بين طرفي الأطلسي، بل تقترح تطويرها لتشمل كل فروع الحضارة الأوروبية، روسيا، الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة». كما حذر واشنطن من محاولات معاقبة موسكو، قائلاً «نحن لا نقع في موجة معاداة أميركا باعتمادنا مبدأ العين بالعين».
ودعا لافروف الدول الغربية إلى «الاختيار بين الوقوف إلى جانب قتلة الرعايا الروس، أو التخلّي عن دعم جورجيا»، محذراً من أي «محاولة لزعزعة الاستقرار في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا». وأضاف «تتوافر في موسكو معلومات عن استعداد بعض حماة جورجيا الأجانب لتدريب زمر تخريبية وإرهابية لاستعادة أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية».
في السياق، أكد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أن «أحداث القوقاز دلّت على أنه لا يجوز التباطؤ في صياغة معاهدة جديدة للأمن في أوروبا»، قائلاً إنه يجب المحافظة على العلاقة القوية مع أوكرانيا رغم أزمتها الداخلية وارتباطها بالغرب. وتطرق إلى الوضع الاقتصادي، قائلاً إن «روسيا تملك احتياطياً كافياً واقتصاداً متيناً لتجنّب أزمة مالية».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)