باريس ـ بسّام الطيارة يجتمع البرلمان الفرنسي اليوم لمناقشة المشاركة العسكرية في الحرب في أفغانستان، فيما يُنتظر أن يصوّت النواب بعد ذلك على سحب القوات الفرنسية أو إبقائها في إطرار عملية «إيساف» العسكرية التي يقودها الحلف الأطلسي.
ومن المعروف أنها المرة الأولى التي يكون فيها لنواب الجمعية الوطنية «البرلمان» رأي في إقحام القوات الفرنسية في صراع أو منعها من المشاركة بعد التعديلات الدستورية التي فرضها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
ومنذ يومين، اجتاحت فرنسا نحو عشر تظاهرات لمناسبة اليوم العالمي للسلام، جرت في عدة مدن للمطالبة بسحب القوات الفرنسية من أفغانستان، وذلك تحت شعار «الحلف الأطلسي وأفغانستان: لا حرب ولا تحالف عسكري، بل سلام وحرية وديموقراطية».
وانتقدت التضاهرات ساركوزي وسياسته في أفغانستان، التي تدل على «التبعية غير المقبولة لسياسة الولايات المتحدة».
وقبل أن يجتمع البرلمان في جلسة تقررت عقب مصرع عشرة جنود فرنسيين في كمين نصبه طالبان في ١٨ آب الماضي، طلبت باريس من حلفائها الغربيين تخفيف القيود المفروضة على نشر قوات والقيام بعمليات. وقال وزير الدفاع الفرنسي، إيرفيه موران، «إن الشائعات والأكاذيب» في التقارير الإعلامية «والتشويه المفرط لما يحدث على الأرض، تضر بجهود الحرب التي تخوضها قوات التحالف وتضعف الدعم العام للحرب في الدول الغربية». ورأى مراقبون أن تصريحات موران تأتي لاستباق ردة الفعل على تقرير للحلف الأطلسي نشرته الصحف الفرنسية أمس، منسوباً إلى صحيفة «غلوبال» الكندية، يشير إلى أن «النقص في التجهيز» كان وراء المجزرة التي ذهب ضحيتها الجنود الفرنسيون. وذكر التقرير أن الجنود كانوا يحملون ذخيرة تكفي ٩٠ دقيقة فيما القتال جاوز ٤٨ ساعة.
ويشير التقرير إلى أن الجنود قتلوا «في اشتباك ملتحم» ما يؤكد أن النجدة الجوية والبرية تأخرت للوصول إليهم. وانتهى التقرير المدموغ بطابع السرية، الى أن مقاتلي طالبان كانوا «أحسن تجهيزاً من الجنود الفرنسيين»، مشيراً إلى احتمال «اختراق طالبان» لقوات «إيساف».
ورغم تكتم وزارة الدفاع على تفاصيل الهجوم حتى بعدما نشرت مجلة «باريس ماتش» صوراً وتحقيقاً يذهب قليلاً في اتجاه تقرير الحلف الأطلسي، إلا أن عدداً من المراقبين يشير إلى أن جلسة البرلمان اليوم، قد تكون عاصفة ولن يستطيع الوزير التهرب من الإجابة عن بعض الأسئلة المحرجة، وخصوصاً في ظل استطلاع رأي يشير إلى أن ٦٢ في المئة من الفرنسيين «لا يودون إبقاء مشاركة فرنسية في أفغانستان».