ستكون نيويورك ابتداءً من اليوم، عاصمة العالم. أكثر من 120 زعيم دولة سيتحدّثون عن كوارث ستكون الأزمة المالية العالميّة أكثرها حدّة، على حساب قضايا الفقر والسلام ومحاربة الجوع
نيويورك ـ نزار عبود
تبدأ الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم، أولى نشاطات دورتها الثالثة والستين باجتماع رفيع المستوى حول تنفيذ الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا.
ويليه غداً اجتماع عن تحقيق «أهداف الألفية» بغية خفض ظاهرة الفقر الى النصف بحلول عام 2015. مشاريع لا بدّ من تضافر الجهود الدولية لتحقيقها في مناخ من التفاهم والتعاون الإنساني الرفيع. لكن الأجواء مسمومة بكثير من الأزمات وتختلف كلياً عما كانت عليه قبل عام.
ففي هذه الأيام، أنست الأزمة المالية الأميركية معظم الأزمات الأخرى، بما في ذلك أزمة القوقاز التي لم تندمل جراحها بعد. وعندما تسأل سفراء دول كبرى عن رأيهم في الوضع يجيبون من دون تردّد، «لا شك في أن القلق من الأزمة المالية يطغى على كل ما عداه، من إيران إلى الفقر والقوقاز...».
وستنعقد قمة تطبيق «أهداف الالفية من أجل التنمية في العالم» يوم الخميس المقبل. ويسبقها يوم الاربعاء اجتمع في مجلس الامن بوجود قادة دول لبحث موضوع «الوساطة وتسوية النزاعات» برئاسة رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية لمجلس الامن.
وستشهد الجلسة العامة محطات مهمة عديدة مع إلقاء الرئيس الاميركي جورج بوش الثلاثاء خطابه الاخير بصفته رئيساً، يتبعه نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي، والمفاوض بشأن اتفاق السلام بين روسيا وجورجيا.
وبعد الظهر يلقي الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بدوره خطاباً أمام الجمعية العامة.
لكن من اللحظات المرتقبة جداً، ما سيقوله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكان في خطابه يوم السبت أم في لقاءاته مع القادة الغربيين.
ويوم الجمعة، ستجتمع اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط (الولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي) في مسعى لإعادة إطلاق عملية السلام على المسار الاسرائيلي الفلسطيني.
أسئلة كثيرة تتردّد في أروقة الأمم المتحدة: «ماذا سيحدث لو فشلت محاولات ترميم النظام الرأسمالي الأميركي؟ ما الذي سيحل بالدولار كمرجعية نقدية أولى؟ هل يمكن صعود أقطاب رأسمالية جديدة بديلة مع انكفاء الولايات المتحدة لحل مشاكلها الداخلية؟
كثيرون يشبّهون الوضع الحالي في الولايات المتحدة ومن ورائها أوروبا والحلفاء بما جرى في نهاية الحقبة السوفياتية، لكن بطريقة عكسية.
صحيح أنّ الهيبة الأميركية لم تصل بعد إلى الدرك الذي وصلت إليه روسيا بعد انهيار الامبراطورية السوفياتية، إلا أنّ واشنطن لم تعد اليوم كما كانت عليه قبل غزو العراق وأفغانستان، أو قبل حرب لبنان.