يتوّج تارو آسو، الذي ينحدر من عائلة معروفة في عالم السياسة والأعمال، غداً رئيساً لحكومة اليابان بعدما خاض أربع معارك على مدى 7 سنوات لتحقيق النصر
شهيرة سلّوم
انتُخب تارو آسو، أمس، رئيساً للحزب الديموقراطي الليبرالي الحاكم، ما يعني تتويجه حكماً من قبل البرلمان رئيساً للوزراء خلفاً لياسو فوكودا.
لم يكن مفاجئاً أن يصبح آسو، الموصوف بصراحته وشغفه بالـ«manga»، نسبة إلى الرسوم المتحركة اليابانية المشهورة، رئيساً للحكومة، فهو ينحدر من عائلة عريقة لمعت في عالم السياسة والأعمال، وعلى صلة وثيقة برؤساء الوزراء السابقين.
تخرّج تارو آسو من كلية السياسة والاقتصاد في اليابان، ثم سافر إلى الولايات المتحدة ليتابع دراسته في جامعة ستانفورد، لكن عائلته أعادته خوفاً عليه من الأمركة، ليسافر مجدداً إلى لندن كي يتابع دراسته. وعاد إلى اليابان وعمل مع والده.
دخل إلى مجلس النواب عام 1979، وشغل منصب وزير الخارجية بين عامي 2005 و 2007 في حكومتي شينزو أبي وجونيشيرو كويزومي، ومنصب الأمين العام للحزب لفترة وجيزة عام 2007 ثم في عام 2008.
ولم تكن طريق آسو معبدة إلى رئاسة الحزب والحكومة، بل اعترضها عقبات، وخاض أربع معارك قبل النصر. خسر أمام جونيشيرو كويزومي عام 2001 وأمام شينزو آبي في انتخابات أيلول 2006 بفارق ضئيل، وعندما تنحّى آبي بعد عام، نُظر إلى آسو على أنّه المرشح الأوفر حظاً حتى أطاحه ياسو فوكودا.
في المحاولة الرابعة، بات آسو رئيساً للحزب الحاكم بحصوله على 351 صوتاً من أصل 527، وبفارق كبير على المرشحين الأربعة الآخرين. الأقرب إليه كان وزير السياسة الاقتصادية والميزانية كاورو يوسانو الذي حصل على 66 صوتاً، تلته وزيرة الدفاع السابقة يوريكو كويكي ثم النائب الشاب نوبوتيرو أيشيهارا ووزير الدفاع الأسبق شيغيرو
أيشيبا.
آسو معروف بأفكاره المحافظة، وهو من دعاة انتهاج الصرامة مع كوريا الشمالية. يدعو إلى تبنّي سياسة خارجية تستند أكثر إلى القوة. وانتقد الصين مدّعياً أنّ إنفاقها العسكري تهديد لليابان والمنطقة.
يباشر آسو بعد تسلّمه رئاسة الحكومة بتأليف الحكومة التي يُتوقع أن يشرك فيها بعض منافسيه، وستكون مهمته الأساسية قيادة حزبه إلى الفوز في الانتخابات التشريعية المقبلة في أيلول 2009.