أرنست خوريمع انطلاق عجلات المصالحة التركيّة ـــــ الأرمينية منذ السابع من الشهر الجاري، بدأت التعقيدات تظهر بالتوازي مع سير العمل بالنقاط السبع التي اتّفق عليها مبدئياً الرئيسان عبد الله غول ونظيره سيرج سركيسيان قبيل مباراة كرة القدم الشهيرة في يريفان.
اليوم، جاء موعد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لقطف ثمار ما فعلته لجنة ثنائيّة تشكّلت بعد لقاء يريفان وأجرت 3 جولات مفاوضات في سويسرا، كمحاولة لوضع «إعلان نوايا» يُعلَن عنه بعد اجتماع وزيري الخارجية علي باباجان وإدوار نلبنديان يوم الخميس المقبل في نيويورك، ويكون بمثابة وثيقة رسميّة لـ«المصالحة التاريخية» بين البلدين. وقبيل لقائه مع نلبنديان، سيجتمع باباجان (من ضمن 40 اجتماعاً سيعقدها مع وزراء خارجيّة خلال زيارته الأميركية) مع نظيره الأذري إلمار مامادياروف، تحضيراً لقمّة وزارية ثلاثيّة تركية ــ أرمينية ــ أذريّة يُنتَظَر أن تُعقَد يوم الجمعة. حتّى هذه النقطة، كان يبدو أنّ كل شيء يسير على ما يرام بين تركيا وأرمينيا. غير أنّ سركيسيان كشف، في مقابلة نشرتها صحيفة «ملييت» أمس، عن وجود عقدة لم تُحلّ بعد، حول اللجنة التي اتفق مع غول على تشكيلها من مؤرّخين لإعادة قراءة تاريخ أحداث عام 1915 بخصوص «الإبادة»، وهي الفكرة التي سبق وعرضها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان عام 2005 ورفضتها يريفان في حينها. وبدا من حديث سركيسيان أنّ هناك تراجعاً أرمينياً حول هذا البند، عندما تشكّك في جدوى هذه اللجنة، بالقول إنّ مهمتها ستبقى «استشارية»، مطالباً بفتح الحدود الثنائية وإقامة علاقات دبلوماسية قبل تسمية أعضاء هذه اللجنة حتّى، علماً بأنّ الاتفاق الذي عُقد في يريفان، نصّ على تطبيق رزمة من 7 نقاط تسير بشكل متوازٍ.
وفي هذا السياق، أشارت الصحف التركيّة إلى أنّ موقف سركيسيان المستجدّ هو نتيجة لضغوط هائلة تمارسها عليه جماعات الضغط الأرمينية منذ 7 أيلول، ليقول علناً إنّه لا مجال لتشكيل لجنة تشكّك بحصول الإبادة.
صحيح أنّ كلام الرئيس الأرميني المشكّك بجدوى «لجنة الإبادة» أظهر أنّ العقدة الكبيرة لا تزال موجودة على طريق إبرام مصالحة تاريخية بين البلدين، إلا أنّه لم يقطع الطريق أمام تلك الرحلة، عندما أوضح أنّه لا وجود «لأي مطالب جغرافيّة لأرمينيا في أراضٍ تركية» تعويضاً عن إبادة القرن الماضي، مشدّداً على أنّه لا يمانع في تشكيل لجنة المؤرّخين، لكن بعد تطبيع العلاقات الدبلوماسية التي ستسهّل تشكيل جميع اللجان الفرعيّة الاقتصادية والثقافية والسياسية...
ورغم أنه لا موعد رسمياً حتّى اللحظة لقمة بين غول وسركيسيان في نيويورك، إلا أنّ التقديرات تذهب جميعها في اتجاه عقد القمة تتويجاً للقاء يوم الجمعة الوزاري.