واشنطن ــ محمد سعيدتشهد إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش انقساماً بشأن أسلوب الرد على ما يسميه المسؤولون الأميركيون، «تدخل روسيا في شؤون جورجيا»، الحليفة للولايات المتحدة.
صحيفة «لوس أنجليس تايمز» قالت إن «بعض كبار المسؤولين الأميركيين، بينهم نائب الرئيس ديك تشيني، يعتقدون بضرورة أن توقف الولايات المتحدة جميع اتصالاتها مع روسيا في القضايا الأمنية، في مسعى لإفهام موسكو أن واشنطن لا تقبل بتدخل روسيا في جورجيا. الأمر الذي يتطلب إعادة نظر شاملة في السياسة الأميركية الأمنية، وعلاقة ذلك بروسيا في مجالات عديدة، بحيث يجري استثناؤها من المعاملة السابقة كحليف في القضايا الأمنية العالمية، إلى توجه محدود يعدّ روسيا عدواً محتملاً لا يوثق به». ويرى كبار المسؤولين في وزارات الخارجية والدفاع والعدل، بينهم وزير الدفاع روبرت غيتس، أن «العلاقة مع روسيا، وخصوصاً في مجال التعاون في مكافحة الإرهاب وانتشار الأسلحة النووية، هي من الأهمية بمكان، بحيث لا يمكن تعريضها للخطر نتيجة الخلاف بشأن جورجيا». ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، قولهم إنه «جرى الطلب إليهم إجراء مراجعة للتحالفات الأميركيّة الروسية بناءً على توجيه رئاسي أصدره الرئيس جورج بوش».
وفي السياق، جرى تأجيل بعض الاجتماعات الأميركية ــ الروسية الرفيعة المستوى إلى أجل غير مسمى، بينها زيارة كان مقرراً أن يقوم بها إلى موسكو جون رود، القائم بأعمال وكيل وزارة الخارجية الأميركي لشؤون ضبط الأسلحة والأمن الدولي، لبحث عدد من القضايا الأمنية والتفاوض بشأن معاهدة جديدة تحل محل معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية الحالية، المعروفة باسم «ستارت».
وقال الناطق باسم البيت الأبيض، غوردون جوندرو، إن «الحكومة الأميركية تريد العمل مع روسيا في مواضيع التعاون الهامة، مثل مكافحة الإرهاب ومكافحة انتشار الأسلحة النووية». بدوره، قال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية إن «روسيا هي التي قررت ألا تتعاون معنا في كثير من قضايا مكافحة الإرهاب والأسلحة النووية والقضايا العسكرية، كإقامتها علاقات أمنية حميمة مع فنزويلا».
من جهته، دعا رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية، الأميرال مايك مولن، إلى «استمرار التعاون مع روسيا رغم الإدانة الواسعة التي لقيها تدخل موسكو العسكري في جورجيا»، قائلاً «يجب علينا أن تكون لنا علاقة مع روسيا».
إلى ذلك، نفى رئيس المركز الإعلامي المؤقت التابع لقوات حفظ السلام الروسية، العقيد فيتالي مانوشكو، إسقاط جورجيا إحدى طائرات الاستطلاع الروسية.