رأى الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أمس، أن الاضطراب في «وول ستريت» يعود في جزء منه إلى التدخلات العسكرية الأميركية في الخارج، وتمنى أن تنسحب الإدارة الأميركية المقبلة من «منطق القوة» الذي يؤمن به الرئيس جورج بوش.وقال نجاد، في مقابلة مع صحيفة «لوس أنجلس تايمز» الأميركية على هامش مشاركته في افتتاح الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة في نيويورك، إن إسرائيل ملعونة كـ«طائرة فقدت محركها».
وتابع نجاد أن «المشاكل لا تولد فجأة، فالحكومة الأميركية ارتكبت سلسلة من الأخطاء في العقود القليلة الماضية. أولاً ما فرضته على الاقتصاد الأميركي من التزامات عسكرية ثقيلة حول العالم.. الحرب على العراق على سبيل المثال. هذه الأمور ذات كلفة عالية»، داعياً واشنطن الى ترك «منطق القوة».
ولفتت الصحيفة إلى أن نجاد كان يبتسم طوال المقابلة حتى لدى حديثه عن بوش، الذي قال إن سياساته «سبّبت الأذى للكثير من الناس حول العالم».
وأكد نجاد أن العقوبات والأزمة المالية العالمية والحروب في العراق وأفغانستان المجاورتين، تؤثر سلباً على الاقتصاد الإيراني القائم على النفط، والمحاصر بالتضخم والبطالة والنقص في البنزين. وقال «إن أي إدارة أميركية تأتي إلى السلطة، عليها أن تغيّر المقاربات السياسية السابقة»، مضيفاً انه مستعد للتحدث إلى أيّ من المرشحين للرئاسة الاميركية هذا الأسبوع في نيويورك، موضحاً «نحن مهتمون بقيام علاقات صداقة».
وأشار نجاد إلى تأييده حل الدولة الواحدة في فلسطين، موضحاً أن بلاده تدعو إلى تغيير في السلطة في «الأراضي المقدسة» عبر انتخابات يشارك فيها الفلسطينيون المقيمون واللاجئون الذين سيفوق عددهم عدد اليهود ويصوّت الجميع للإتيان بحكومة واحدة تحكم إسرائيل والضفة الغربية وغزة.
وفي الملف السوري، قال الرئيس الإيراني إنه غير قلق من الجهود الإسرائيلية للدخول في مفاوضات غير مباشرة مع سوريا عبر الوسيط التركي، لإبعادها عن تحالفها مع إيران، معتبراً أن «تحرير مرتفعات الجولان هو أمر لا يريده النظام الصهيوني، ومن غير المتوقع أن يحصل هذا الأمر نتيجة للمفاوضات».
وكشف نجاد عن أن 98 في المئة من الإيرانيين يؤيدون الحكومة وأن لا فقراء في إيران أو أشخاص يعيشون تحت خط الفقر «مثل الذين تجدهم في الولايات المتحدة»، مدعيّاً أن طهران تتمتع بالحرية وليس لديها معتقلون سياسيون.
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي، الأخبار)