يبدو أن كوريا الشمالية قرّرت السير في سياق المواجهة مع الولايات المتحدة، واضعة حداً لقرار إغلاق منشآتها النووية. ولهذه الغاية، طردت أمس مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مجمع يونغبيون النووي، وأعلنت عزمها على استئناف إمداده بالمواد الانشطارية في غضون أسبوع. في هذا الوقت، حثت واشنطن بيونغ يانغ على العودة عن قرارها، محذرة إياها من «عزلة أكبر».وأعلن مسؤولون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن «كوريا الشمالية أبعدت المراقبين وأزالت أختام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكاميراتها عن المجمع النووي، وأنها تهدف إلى تزويده بمواد نووية خلال أسبوع».
وقالت المتحدثة باسم «وكالة الطاقة»، مليسا فليمينغ: «ليس هناك المزيد من الأختام ومعدات المراقبة في منشأة إعادة المعالجة. قالت كوريا الشمالية إنه من الآن فصاعداً، لن يسمح للمفتشين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول محطة إعادة المعالجة». وأضافت: «أبلغت كوريا الشمالية أيضاً مفتشي الوكالة أنها تعتزم تزويد محطة إعادة المعالجة بمواد نووية في غضون أسبوع».
من جهته، قال دبلوماسي أوروبي، في اجتماع مغلق لمجلس محافظي الوكالة: «لم يعد بمقدور الوكالة الدولية التأكد مما يحدث في يونغبيون».
الخطوة الكورية استدعت رد فعل سريعاً من الولايات المتحدة، حيث قال المتحدث باسم البيت الأبيض، غوردن جوندرو: «ندعو كوريا الشمالية بحزم إلى العودة عن هذه الخطوات، والامتثال فوراً بواجباتها كما نصت عليها الاتفاقات السداسية».
وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، في نيويورك، أن قرار «كوريا الشمالية طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من موقعها النووي في يونغبيون، لن يزيدها إلا عزلة».
كذلك طلبت كوريا الجنوبية من نظيرتها الشمالية «وقف خطوات استئناف العمل في مجمّعها النووي الرئيسي، وحثت بيونغ يانغ على العودة إلى محادثات نزع السلاح».
وقال مسؤول كوري جنوبي، رفض الكشف عن اسمه: «نبدي قلقنا البالغ إزاء تحرك كوريا الشمالية المستمر لإعادة تشغيل مجمع يونغبيون النووي. ندعو كوريا الشمالية على الفور إلى استئناف خطوات تفكيكه والعودة للمحادثات المتعلقة بالتوصل لآلية للتحقق من التفكيك».
وكانت كوريا الشمالية قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستعيد تشغيل مجمع يونغبيون، الذي كانت قد فككته وفقاً لاتفاق لنزع السلاح في مقابل الحصول على مساعدات، توصلت إليه مع الصين واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وذلك غضباً من واشنطن لعدم إزالة اسمها من قائمتها للدول الراعية للإرهاب.
(أ ف ب، رويترز)