مع تحذير وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس من عدم السماح لموسكو باستخدام الفيتو ضد انضمام جورجيا وأوكرانيا إلى حلف الأطلسي، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يهادن رئيسة الدبلوماسية الأميركية «من دون تنازلات»، في وقت تباشر فيه روسيا تعزيز مواقعها في أميركا اللاتينية مجدداً، مع زيارة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز للعاصمة الروسية، التي أسفرت عن قرض بقيمة مليار دولار لفنزويلا لشراء أسلحة روسيّة.وحذرت رايس من أن «الولايات المتحدة والأوروبيين لن يسمحوا بأن تستخدم روسيا الفيتو ضد انضمام جورجيا وأوكرانيا إلى حلف شمالي الأطلسي»، وذلك في مقال نشرته صحيفة «ألموندو» الإسبانية أمس. وقالت إن «الباب لانضمام جورجيا إلى الأطلسي لا يزال مشرعاً».
وأضافت رايس «في الوقت نفسه، تدعم الولايات المتحدة وأوروبا، من دون لبس، سيادة واستقلال ووحدة أراضي الدول المجاورة لروسيا»، معتبرة أن روسيا وجورجيا «ارتكبتا أخطاء، ورد فعل موسكو كان مبالغاً فيه».
في المقابل، نفى لافروف أن تكون «بلاده قد أصبحت معزولة بعد حربها مع جورجيا»، وأصرّ على أنها تصرفت من منطلق «الدفاع المبرر عن النفس». وقال إنه «تعجب لعدم تفهم القوى الغربية لهذا الأمر». إلا أنه اعترف بأن «روسيا فكرت في شن هجمات استباقية على الجورجيين، الأمر الذي قال إنه كان سينقذ أرواح مئات عديدة من مواطني أوسيتيا الجنوبية».
إلا أن لافروف أعلن أن «روسيا ترى أن التعاون مع الولايات المتحدة أساسي، لكنها تحتفظ بحق الدفاع عن مصالحها». وبالنسبة للقائه مع رايس، قال إنه «لم يشعر بأي لهجة عدائية في كلام نظيرته».
بدوره، دعا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إلى «إلغاء الحدود بين روسيا وأوسيتيا الجنوبية»، معارضاً في الوقت نفسه «ضم هذه المنطقة الجورجية إلى روسيا كلياً». وقال إن العلاقات بين روسيا وجورجيا ستستعاد في المستقبل. وأضاف «إن جورجيا هي جارنا الذي تربطنا به علاقات واتصالات يرجع تاريخها إلى قرون عديدة».
في هذا الوقت، وصل تشافيز إلى روسيا أمس، لإجراء محادثات بشأن التعاون العسكري والاقتصادي بين موسكو وكاراكاس، وهي الزيارة الثالثة له منذ حزيران الماضي. وأعلن مصدر في الكرملين أن «روسيا ستقدم إلى فنزويلا مليار دولار أميركي كقرض في إطار التعاون التقني ـــــ العسكري بين البلدين».
إلى ذلك، أعلن مسؤول أمني أبخازي، رفض الكشف عن اسمه، أن «انفجاراً كبيراً دمّر مبنى جهاز أمن الدولة في العاصمة سوخومي، إلا أنه لم يؤدّ إلى وقوع ضحايا».
(أ ف ب، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)