بمناسبة مناظرة متأرجحة بين النعم واللا، طلبت صحيفة «نيويورك تايمز» من مجموعة من الرؤساء والمسؤولين والباحثين في العالم طرح مجموعة من الأسئلة على المرشحين الجمهوري جون ماكاين والديموقراطي باراك أوباما تتعلق بالسياسة الخارجية التي يريد انتهاجها من سيصبح سيّد البيت الأبيض الجديد.إنّها «تساؤلات» عما سيفعله الرئيس المقبل ولكنّها تطلب بصورة غير مباشرة من القطب الأميركي تحمّل مسؤولياته تجاه الفقر والجوع والمرض والاحتباس الحراري والنظام التجاري الدولي غير العادل واحترام سيادة القانون الدولي والتعدّدية والانفتاح على الدول الأخرى والإرهاب.
آصف علي زرداري، رئيس باكستان، سأل كيف سيعمل الرئيس مع حلفاء أميركا في العالم الإسلامي من أجل تبديل سوء الفهم عند شعوب تلك الدول التي تعتقد أنّ الحرب على الإرهاب هي في الحقيقة حرب على الإسلام؟
رئيسة تشيلي، ميشال باشلية، صبتّ همّها على مشاكل الدول النامية التي بذلت تضحيات من أجل إنجاز إصلاحات عملاً بمبدأ «التجارة لا المساعدات»، وكي تنجح عليها أن تكون قادرة على منافسة الدول الصناعية، فتساءلت هل الولايات المتحدة مستعدة لتخفيف السياسات الحمائية وإلغائها؟ هل ستلتزم بالتعددية وسيادة القانون الدولي؟ وهل سيفاوض الرئيس المقبل من أجل الموافقة على معاهدة «كيوتو» بشأن الاحتباس الحراري ويعمل على انضمام بلاده إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة؟ كيف سيعمل من أجل استعادة ثقة حلفاء أميركا الذين يريدون رؤية بلادهم تقود القتال ليس ضدّ الإرهاب وحده بل ضدّ الجوع والفقر واللامساواة والأمراض؟.
أما رئيس وزراء كندا، بول مارتن، فسأل الرئيس المقبل، هل يعتقد بأن مجموعة الدول الصناعية الثماني بتركيبتها الحالية تؤدّي دورها «التوجيهي» للاقتصاد العالمي؟
رئيس تحرير مجلة «كايجينغ» الصينية الاقتصادية، هو شولي، تساءل عن رؤية الرئيس المقبل للصين؛ هل يراها قوة عظمى صاعدة، أم قوة عظمى صاعدة مع إيديولوجية مثيرة للجدل؟ وكيف ستُكوّن هذه الرؤية سياستكم تجاه الصين؟
الكاتب البريطاني، روري ستيوارت، طالب أيضاً القطب الأميركي بتحمّل مسؤولياته تجاه المشاكل الدولية، وسأل الرئيس العتيد، لماذا تظنّ أنّ الإرهاب هو التهديد الاستراتيجي الرقم واحد لكم؟ كيف تقارن هذا التهديد مع الأزمة الاقتصادية، والكارثة البيئية؟ وهل يجب على الولايات المتحدة أن تستمر في وضع جهودها واستثمارها في أفغانستان مئات الأضعاف أكثر من باكستان ومصر وإيران؟
المسؤولة في «كارنيجي إندومنت» للسلام العالمي في موسكو، ليليا شيفتسوفا، قالت إن الرئيسين السابقين بيل كلينتون وجورج بوش بدآ ولايتيهما الرئاسيتين في علاقة حميمة مع روسيا ثم أنهياها باردة، فما هي المعايير التي ستعتمدها كرئيس كي تنهي ولايتك بعلاقة أكثر متانة مع روسيا؟ وكيف يمكن الولايات المتحدة أن تشجع التغيرات في الدول المستقلة حديثاً، ولا سيما في أوكرانيا وجورجيا، من دون التحالف مع روسيا؟.
وبشأن العلاقة مع أميركا اللاتينية، تساءل رئيس تحرير مجلة «ليتراس ليبريز»، إنريكي كروازي، هل تعتقد أنّ الحظر الأميركي على كوبا كان خطأً؟ ألا يفترض أن يقدّم تسلّم راؤول كاسترو السلطة فرصة لفتح علاقات جديدة مع هافانا؟ ألا يجدر أن تسهم علاقات أفضل مع كوبا بعزل هوغو تشافيز الذي تلقى معارضته لأميركا دعماً من دول أميركا اللاتينية؟.
تساؤلات طُرحت كي يجيب عنها كل من ماكاين وأوباما في أول مناظرة لهما يُفترض أن تجري الساعة التاسعة مساءً أمس بتوقيت أكسفورد أي فجراً بتوقيت بيروت. وقبل ساعات من موعد المناظرة، لم يكن يُعرف إن كانت ستجري كما هو مقرّر في ميسيسيبي ــــ أكسفورد.
فقد اكتفى ماكاين بالإعراب عن أمله في المشاركة، وأشار إلى أنّ تركيزه ينصب على الأزمة المالية التي تعصف بالبلاد، وأعلن فريقه أنّه لم يقرّر بعد إن كان سيشارك. فيما أعرب أوباما عن رغبته في أن تجري المناظرة في موعدها.
(الأخبار)