استفاقت فيينا، أمس، على وقع هزّة سياسيّة، تمثلت في تراجع حزبي الشعب (يمين ـــ وسط) والاشتراكي في الانتخابات البرلمانية المبكرة، التي جرت أول من أمس، لمصلحة تقدم حزب «الحرية» اليميني نحو المركز الثالث. هزة ستظهر أولى ارتداداتها مع بدء محادثات تأليف الحكومة التي قد تستغرق أشهراً.لكن مع احتفاظ الحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم بمكانه كأكبر أحزاب البلاد، تحت قيادة فيرنر فايمان، سيطلب الرئيس النمساوي هانز فيشر منه تأليف الحكومة المقبلة. وقال فايمان «أنا مصرّ على رفضنا للتحالف مع (حزب) الحرية. نريد حكومة مستقرة ذات قاعدة عريضة، لا حكومة متنافرة، وهذا هو ما رفضه الناخبون».
بدوره، قال رئيس حزب «الحرية»، هاينس كريستيان شتراخة، «إني مهتم لأن أصبح مستشاراً، اليوم نحن الرابحون». وأضاف «لقد عوقب الاشتراكيون وحزب الشعب ورفضوا. وسيتعين أن يوضح الاشتراكيون لماذا هم غير مستعدين على الأقل لخوض محادثات بشأن تشكيل الائتلاف».
ورغم استبعاد الاشتراكيين التحالف مع اليمين بسبب مواقفه المعادية للأجانب، بات من الصعوبة على الحزبين التقليديين تشكيل ائتلاف مرة أخرى، وأصبحا ملزمين بالتحالف مع أحد أحزاب اليمين المتطرف لضمان غالبية برلمانية.
ورأى محللون في عودة اليمين «رسالة احتجاج» أراد النمساويون توجيهها إلى تحالف اليمين واليسار. وقال المحلل السياسي، بيتر فيلزماير، «إن النتائج ليست مؤشراً على أن النمساويين أصبحوا أكثر تطرفاً. إنها ليست مسألة أيديولوجيا، هناك الكثير من خيبة الأمل بين العمال، ولم يستطع اليسار التقاط هذه الأصوات، فكانت من نصيب اليمين».
وكانت وزيرة الداخلية ماريا فيكتر قد أعلنت النتائج الأولية لفرز الأصوات، حيث حصل الاشتراكيون على 29.71 في المئة من الأصوات، يليهم حزب الشعب الذي نال 25.61 في المئة. وحصل حزب «الحرية» على 18.01 في المئة، فيما كانت حصة «التحالف من أجل مستقبل النمسا» بزعامة يورغ هايدر 10.98 في المئة.
والسؤال المطروح الآن هو ما إذا كان زعيما الحزبين اليمينيين هايدر وشتراخة، اللذين كان كياناً واحداً ثم انفصلا في عام 2005، سينسّقان جهودهما من أجل المشاركة في السلطة، وسط أنباء عن خوض كل منهما، حرباً لا هوادة فيها ضد الآخر.
تقدّم اليمين لم تستسغه تل أبيب، التي أعربت عن قلقها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، يغآل بالمور، «نحن قلقون جداً من تزايد قوة جهات تروّج لكراهية الأجانب، وإنكار المحرقة، وتحتفظ بعلاقات ودية مع النازيين الجدد».
(أ ب، رويترز، أ ف ب)