صراع بين تشيني وغيتس حول التصريح لإسرائيل بضربها
هل تمتلك إيران القنبلة الذريّة في المدى المنظور؟ سؤال يقضّ مضجع الإسرائيليين ويثير انقساماً في واشنطن حول التصريح للدولة العبرية بضربها

واشنطن ــ محمد سعيد
تتواصل المشاورات الأميركية ـــــ الإسرائيلية هذه الأيام، وبكثافة، في محاولة تقوم بها تل أبيب لإقناع واشنطن بخطورة البرنامج النووي الإيراني، في ظل وجود انقسام داخل الإدارة الأميركية حول جدوى استخدام القوة لمنع الجمهورية الإسلامية من تحقيق طموحاتها المثيرة للجدل.
وكرّر وزير النقل والمواصلات الإسرائيلي، شاؤول موفاز، من واشنطن، الادّعاءات بأن إيران أصبحت أقرب من أي وقت مضى في الحصول على القدرات النوويّة، مشيراً إلى أن ذلك يؤكد «خطورة التهديد الإيراني». وقال، في أعقاب اجتماعه مع نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، أول من أمس، إن «إيران تواصل انتهاج سياستها الناجحة للمماطلة وكسب الوقت من المجتمع الدولي، ما سيجعل أي مسعى دبلوماسي للحيلولة دون حصولها على القدرة النووية أشد صعوبة».
وأضاف موفاز أن «إيران خبيرة في استغلال الوقت وجرّ الأرجل. كل تأخير من جانب الغرب يعتبر في طهران دليل ضعف. لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بكارثة أخرى، ونحن في إسرائيل سنكون مضطرّين لإعداد أنفسنا لكل الخيارات».
وكان موفاز قد رأس الجانب الإسرائيلي في الحوار الاستراتيجي الإسرائيلي ـــــ الأميركي الدوري، الذي انصبّ على الملف النووي الإيراني، فيما رأس الجانب الأميركي وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية وليام بيرنز، الذي حضر منذ أسبوعين محادثات الدول الست مع طهران في جنيف.
وحاول موفاز في واشنطن ممارسة ضغط إضافي، حيث تدور خلف الكواليس معركة عنيفة بين تشيني، الذي يؤيد مهاجمة إيران، ووزير الدفاع روبرت غيتس ورئيس أركان القوات المشتركة مايكل مولن، اللذين أطلقا أخيراً تصريحات تصالحية ويفرضان فيتو على هجوم إسرائيلي.
وفي السياق، ذكر بيان أميركي ـــــ إسرائيلي مشترك حول جولة الحوار أن الجانبين «أعربا عن قلقهما العميق المشترك حول برنامج إيران النووي». وأوضح «ناقش الوفدان الخطوات الرامية إلى تعزيز الجهود الدبلوماسية والإجراءات المالية لمنع إيران من تطوير قدرات نووية عسكرية. كما أعادا تأكيد عزمنا المشترك على مجابهة دعم إيران للإرهاب». وأشار البيان إلى أن المناقشات التي تناولتها جولة الحوار «عكست الرؤية الاستراتيجية المشتركة والفهم المشترك للتهديدات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط».
وذكرت صحيفة «معاريف» أن اسرائيل عرضت على الولايات المتحدة معلومات جديدة تفيد بأن نشاط «مجموعة السلاح» الإيرانية استؤنف وأن إيران قريبة من القدرة على تركيب رأس متفجّر نووي على صواريخها البعيدة المدى. وعرضت المعلومات التي تناولتها الاتصالات التي عقدت أخيراً بين تل أبيب وواشنطن، وكذلك في لقاء الحوار الاستراتيجي.
وبحسب هذه المعلومات، «يتوقّع أن ينشر في الولايات المتحدة في الأشهر المقبلة تقدير استخباري وطني جديد ومحدث، بعدما فاجأ التقدير الأخير العالم بقوله إن خطة مجموعة السلاح السريّة الإيرانية أغلقت في عام 2003. والآن يأملون في إسرائيل أن يغيّر الأميركيون تقديرهم».
ونقلت الصحيفة عن مصادر استخبارية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن «البريطانيين والفرنسيين والألمان شركاء في المعلومات وفي التقديرات الإسرائيلية، بينما بقي الأميركيون وحدهم في هذه المرحلة على رأيهم». وأضافت أنه «بحسب المعلومات في إسرائيل وفي عواصم عديدة في أوروبا، فإنه في عام 2009 سيصل الإيرانيون إلى القدرة على تخصيب ما يكفي من اليورانيوم لتركيب قنبلة نووية. وفي السنة التالية، سيصل التخصيب إلى مستويات عسكرية وإنتاج مادة غنية بكميات كافية، بما في ذلك القدرة على تركيب القنبلة النووية على منصة ـــــ صاروخ بعيد المدى».