أخطر قرصان إلكتروني مهدّد بالسجن 70 عاماً في أميركا
أرنست خوري
اسمه قد لا يعني الكثير سوى لفئتين من الناس: هؤلاء الذين تتملّكهم فضوليّة اكتشاف لغز «المخلوقات الفضائيّة»، وأولئك المولعون بفكّ رموز العالم الافتراضيّ وكل ما يتعلّق بالإنترنت.
غاري مكينون جمع الهوايتين ــــ المهارتين في شخصه. هو بريطاني يبلغ من العمر 42 عاماً. خبير معلوماتيّة كرّس حياته لاختراق جميع أنواع الأنظمة الإلكترونية، لا بغاية الربح، بل لفكّ رموز المخلوقات الفضائيّة.
ولأنّ الولايات المتحدة تملك أوسع شبكة من المعلومات عن الموضوع، وتحصر التداول بها في «وكالة الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء» (ناسا) وقيادة الجيش الأميركي، تمكّن مكينون من اختراق المواقع الإلكترونية لهذين الجهازين الأكثر سرية في العالم، وذلك طيلة عامي 2001 و2002، واطّلع على جميع أسرارهما، وعطّل العمل بأنظمتهما، وسبّب لهما خسائر تُقَدّر بـ700 ألف دولار. عمل هائل قام به الرجل المهووس بأسرار المخلوقات الفضائية والعالم الخارجي، بمفرده، كاشفاً عن هزال وضعف نظام الحماية الذي تتمتّع به الشبكة الإلكترونية التابعة لأقوى وأعتى منظومتين تحكمان العالم. لكن يبدو أنّ «أسطورة أخطر قرصان إلكتروني في كلّ الأزمنة» (على حدّ وصف القاضي الأميركي بول مكنولتي المولَج مقاضاته) اقتربت من نهايتها: اعتُقل في عام 2002 في بلاده، وهو «ممنوع من الاقتراب من جهاز كومبيوتر مزوّد بخدمة الإنترنت». وقد تلقّت قضيّته يوم الأربعاء الماضي ضربة قاسية مع قرار مجلس اللوردات (السلطة القضائية العليا في بريطانيا) تسليمه إلى السلطات الأميركية، حيث هو مهدَّد بالسجن 70 عاماً ودفع غرامة تبلغ 2 مليون دولار. ولم يبقَ أمام مكينون سوى انتظار حكم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لتنقذه من القضاء الأميركي.
قصّة مكينون تبدو أقرب إلى الخيال، لكنها حقيقية. قبع في غرفته في شمال لندن، وخصّص كل وقته للعمل على جهازه «العادي جداً» (من حيث التقنية). تملّكه «هوس» اكتشاف ماذا يعرف الأميركيون عن المخلوقات الفضائية. صمّم على الوصول إلى مصدر معلوماتهم وتمكّن من ذلك. طيلة سنتين لم يخرج من غرفته. طُرد من عمله، لم يكن يستحم بانتظام. انفصلت صديقته عنه. باختصار، لقد توقّفت حياته فداءً لامتلاك «الحقيقة».
اخترق «الرموز السرية» لمواقع الجيش الأميركي والـ«ناسا»، وسبّب تعطيل 2000 جهاز لهما، واخترق 97 نظاماً خاصاً بهما أيضاً، وكل ذلك «من خلال برامج إلكترونية بدائيّة»، على حدّ ما صرّح به الرجل.