strong>دخل الوسيط السوري على خط الأزمة النووية الإيرانية، بعد التحوّلات السياسية في عواصم القرار، والتي أثمرت انفتاحاً على دمشق وترجيحاً، ولو مؤقّتاً، للحوار على القوة في الملف النووي الإيرانيأكّد الرئيس السوري بشار الأسد، خلال زيارته إلى طهران، أنّه ليس مبعوثاً لنقل رسالة غربية إلى طهران في شأن برنامجها النووي. ولكنّه أعرب عن استعداد بلاده لأداء دور الوسيط «شرط الانطلاق من الحوار واحترام حقوق الدول النووية»، ولا سيما أن الزيارة أتت متزامنة مع انقضاء مهلة الأسبوعين التي حدّدتها الدول الكبرى لطهران من أجل الردّ على عرضها.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، أشار الرئيس السوري إلى أنّ «الزيارة تأتي في إطار المشاورات الدائمة بين البلدين بشأن العلاقات الثنائية ومختلف قضايا المنطقة، ولا علاقة لها بزيارة فرنسا». ولكنّه أوضح أنّ الطرف الفرنسي طلب منه أداء دور الوسيط، موضحاً «أبلغنا الطرف الفرنسي موقفنا مباشرة، وهو أن أي دور سوري سيستند إلى المعاهدات الدولية ذات العلاقة، وإلى مبدأ الحوار كطريق وحيد لحل هذه المشكلة».
وأضاف الأسد «من الطبيعي أن نسأل المسؤولين الإيرانيين عن المزيد من التفاصيل»، لافتاً إلى أنّ سوريا أرادت أن تفهم تفاصيل الموقف الإيراني كي يكون لديها جواب لأي «طرف في العالم يطرح أي تساؤل أو أي رؤية بشأن موضوع الملف الإيراني». وأكّد أن «الموضوع يبدأ من إيران، ولم نبدأ من فرنسا، لكي نفهم وجهة النظر الإيرانية، ثم نحدّد إن كان هناك إمكان لأداء دور أم لا». وجدّد دعم بلاده لحق إيران في امتلاك الطاقة النووية السلمية.
من جهته، أكّد نجاد أنّ بلاده جادة في الحوار بشأن ملفها النووي. وقال «كل الذين وقفوا ضدّ إيران خلال الأعوام الماضية توصلوا إلى ضرورة الحوار»، مضيفاً أن «طهران قدّمت رزمة مقترحات مقابل رزمة الغرب، ونحن جادّون في موضوع الحوار». وأعرب عن أمله أن يكون «الطرف الآخر جاداً في الحوار».
وصدر عقب لقاء القمة السورية ــــ الإيرانية، التي استمرت لنحو ساعة، بيان شدّد على ضرورة جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، لافتاً إلى خطر الترسانة النووية لإسرائيل التي تهدّد الأمن والسلم الدوليين والإقليميين.
والتقى الرئيس السوري، الذي وصل إلى طهران، أول من أمس، في زيارة هي الثالثة لإيران في عهد حكومة نجاد، بكل من مرشد الثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي ووزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي.
وقال خامنئي، بعد اللقاء، إن «العلاقات بين البلدين متينة وممتازة للغاية»، مشيراً إلى أن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد أرسى الركيزة الصلبة للعلاقات على الرغم من المحاولات العديدة للمساس بها. أما الأسد، فأكّد «العلاقات الراسخة والاستراتيجية»، وأعرب عن سعادته بهذا اللقاء في «ظروف تشهد الانتصارات الكبيرة للمقاومة الإسلامية في لبنان وترسيخ مكانة حركة المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين». وتابع «بات أعداؤنا في موقف ضعيف للغاية أكثر من الماضي».
وخلال لقائه متكي، بحث الأسد قضايا لبنان وفلسطين والعراق وقضايا أخرى إقليمية ودولية، إضافة إلى العلاقات الثنائية والقضايا المشتركة. وأعلن متكي عن استعداد الشركات الإيرانية التابعة للقطاع الخاص لتنفيد مشاريع صناعية في سوريا.
من جهتها، رأت وكالة الأنباء السورية «سانا» أنّ زيارة الأسد لباريس في إطار قمة الاتحاد من أجل المتوسط الشهر الماضي، أثبتت أن سياسات دمشق قادرة على «التأثير في السياسة الفرنسية والأوروبية بطريقة تخدم المنطقة وقضاياها».
وجاءت زيارة الأسد بالتزامن مع انتهاء مهلة الأسبوعين التي بدأت في 19 الشهر الماضي وحدّدتها مجموعة الست (الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) لتجميد إيران تخصيب اليورانيوم في مقابل التوقف عن فرض المزيد من العقوبات الدولية عليها، من دون أن تحصل على ردٍّ من طهران.
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن المهلة التي منحتها القوى الكبرى لإيران انقضت من دون الحصول على رد، إلا أنّه أشار إلى أنّ الأوروبيين مستعدون للانتظار بضعة أيام أخرى، وتوقع أن يأتي الردّ في غضون أيام.
وشدّد المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته، على أنه «لا يجب أن نركّز على المهلة كثيراً. المهم هو أن نحصل على ردٍّ واضح وبسرعة، فلا يمكن حل الموضوع في يوم واحد».
وفي السياق، طالبت ألمانيا طهران بأن تكف عن اللعب على الوقت وتعطي إجابات واضحة. وقال وزير الخارجية فرانك والتر شتاينماير، في مقابلة مع الصحيفة الأسبوعية «دير شبيغيل»، «أطلب مجدداً من الطرف الإيراني أن يعطينا جواباً مفيداً عن عرضنا، توقفوا عن التأخير». وأضاف «هذا عرض واضح يستحق جواباً واضحاً وقريباً».
ولفت شتاينماير إلى أنّ هذا «العرض فرصة نادرة ينبغي لطهران استغلالها وعدم إهمالها. وإذا رفضت العرض، فسترد الدول الكبرى بمزيد من العقوبات والضغوط».
(يو بي آي، أ ب، أ ف ب، رويترز)


«اجتماع صعب»!وأضافت الصحيفة أن الأسد، الذي بدأ زيارة رسمية إلى طهران، «سيبلغ شركاءه الإيرانيين، كما هو متوقع، بأن دمشق تؤثر الآن حل روابطها معهم والتحرك بصورة أقرب باتجاه إسرائيل في اجتماع سيكون في غاية الصعوبة، لأن إيران تموّل إعادة بناء القوات المسلحة السورية، وصدّقت أخيراً على اتفاقية الدفاع المشترك مع سوريا». وأشارت إلى أن أولمرت «يقايض على صفقة لن تكون مرغوبة في إسرائيل، ويريد من سوريا في مقابل ذلك أن تغلق مكاتب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وغيرها من المنظمات الفلسطينية المسلحة على أراضيها والتعهد بتجميد اتفاقية الدفاع المشترك مع طهران إذا قررت إسرائيل أو الولايات المتحدة ضرب المنشآت النووية الإيرانية».
ونسبت الصحيفة إلى مصدر عسكري إسرائيلي قوله «إن الهدف الرئيسي لإسرائيل من وراء ذلك هو إقامة حاجز بين سوريا وإيران، وستكون إعادة الجولان عندها ثمناً محرزاً». إلا أن الصحيفة أضافت أنه «سيكون من المستحيل على أولمرت التوصل إلى اتفاق سلام مع سوريا في غضون شهرين».
(يو بي آي)