القاهرة ــ الأخباررغم أن مصادر مصرية ولبنانية رسمية أبلغت «الأخبار» في القاهرة أنه لا تحضيرات لزيارة وشيكة للرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى القاهرة تلبية لدعوة من الرئيس المصري حسني مبارك، إلا أن القاهرة نظرت باستحسان إلى عودة العلاقات السورية ـــــ اللبنانية.
ورأت مصادر مصرية مقربة من مكتب مبارك أن قيام سليمان في الثالث عشر من الشهر الجاري بأول زيارة له إلى العاصمة السورية منذ انتخابه، دليل على أن العلاقات بين دمشق وبيروت باتت تسير في الاتجاه الصحيح. ورأت أن القاهرة تنظر بعين الارتياح إلى تطور كهذا، لكنها لم تحدد موعداً لقيام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة قريبة إلى العاصمة المصريّة.
غير أن وجود مندوب سوريا لدى الجامعة العربية، سفيرها في القاهرة يوسف الأحمد، حالياً في زيارة مفاجئة لدمشق، عزز من احتمالات وجود اتصالات غير معلنة للتحضير لزيارة كهذه. وكشفت المصادر عن تحرك مصري محتمل باتجاه دمشق، بعدما كشفت النقاب عن رسالة غير معلنة وجهها الأسد إلى مبارك يطلعه خلالها على موقف بلاده حيال التطورات الإقليمية والعربية الراهنة.
وإذا ما ثبتت صحة هذه الرسالة، فإنها ستكون المرة الثانية التي يوجه فيها الأسد رسالة إلى مبارك بعدما انقطعت لقاءاتهما الثنائية على خلفية تباين المواقف وردود الأفعال.
وقالت المصادر إن تبادل الرسائل بين مبارك والأسد جاء نتيجةً للوساطات التي بذلتها عواصم عربية عديدة أخيراً، بينها الكويت وطرابلس وعمّان، مشيرة إلى توقف الحملات الإعلامية المتبادلة بين القاهرة ودمشق.
والحديث عن رسالة الأسد التي تتكتم القاهرة على محتواها، تزامن مع تسريبات غامضة بشان احتمال قيام رئيس جهاز المخابرات المصرية، اللواء عمر سليمان، بزيارة دمشق حاملاً معه رد مبارك على الرسالة الأولى.
في هذه الأثناء، نفت المصادر أن تكون القاهرة تعمل نقطة ترانزيت لعبور الوساطة مجدداً بين دمشق والرياض، مشيرة إلى أن «السوريين أدرى بشعاب مكة، وأن على دمشق أن تسعى منفردة لتحسين علاقتها مع السعودية وإزالة الخلافات العالقة بين الطرفين».
يشار إلى أن العلاقات بين العواصم الثلاثة تدهورت عقب وصف الأسد لقادة مصر والسعودية والأردن بأنهم أنصاف رجال على خلفية التباين الذي ساد مواقف الدول الأربع حيال العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006.
ورهنت مصر تحسين العلاقات مع دمشق بتحسن العلاقات مع بيروت وانتهاء الأزمة السياسية هناك، فيما طالبت السعودية باعتذار علني.
وأعلن الأسد، الذي يتولى أيضاً رئاسة الدورة الحالية لمؤسسة القمة، عزمه على القيام بجولة عربية تشمل مصر والسعودية، لكن القاهرة والرياض تنفيان في المقابل تحديد أية مواعيد لإتمامها.
وكان الرئيس المصري والملك السعودي عبد الله قد تغيبا عن القمة العربية التي عقدت في دمشق خلال شهر آذار الماضي.