قُبيل يومين من افتتاح الألعاب الأولمبية، شهدت الصين إجراءات أمنية مشدّدة، امتدت من العاصمة بكين حتى مناطق الأطراف المضطربة، ولا سيما تلك التي شهدت هجوماً منذ يومين نفّذه أفراد من أقلية «الإيغور».وقالت الشرطة الصينية إنها اعتقلت أمس 18 شخصاً من حركة «تركستان الشرقية الإسلامية» بشبهة الضلوع في الهجوم الإرهابي على مركز الشرطة في شينجيانغ، التي تحتضن قومية «الإيغور» (مسلمون) شمال غرب البلاد، الذي أدى إلى مقتل 16 شرطياً أول من أمس.
وذكر التلفزيون الصيني أن الشرطة عثرت في الشاحنة، التي صدم بها المهاجمون رجال الشرطة قبل أن يلقوا قنبلتين، على عبوات ناسفة محلية الصنع وسلاح محلي الصنع ومواد دعائية تدعو إلى الجهاد، شبيهة بالأسلحة التي صادرتها الشرطة من معسكر «إرهابي» في تركستان الشرقية في كانون الثاني عام 2007.
ويطالب «الإيغور» باستقلال تركستان الشرقية التي تتمتع حالياً بحكم ذاتي، ويدّعون أنّهم يعانون التمييز. ومطالبهم لا تقل وزناً عن مطالب «التيبت»، لا بل إنها تمثّل منحنى خطيراً لأنهم أقلية كبرى، نحو ١٠٠ مليون (وإن كانت الأرقام الرسمية تتحدث عن ٦٠ مليوناً)، ومناطقهم تقع على الحدود مباشرة مع «تيار الإسلام في دول آسيا الوسطى»، إضافة إلى أن أعداداً كبيرة منهم تعيش في وسط الصين وفي العاصمة. وفي حين أن التيبت يقبلون بالبقاء في كنف «الصين الأم»، إلا أن بعض حركات «الإيغور» تطالب صراحة بالانفصال.
وقللت الحكومة الصينية والمسؤولون الأولمبيون من أهمية الهجوم وطمأنوا 10500 رياضي من 205 دول، فيما أشادت اللجنة الأولمبية الأوسترالية بالصين لاستعداداتها الأمنية التي تتميز بالدقة وتشمل نشر قوة قوامها مئة ألف فرد لتكون على أهبة الاستعداد في بكين.
وقال نائب رئيس اللجنة الأوسترالية، بيتر مونتغمري: «أبلغنا الرياضيين أن هذا الحادث وقع على بعد أربعة آلاف كيلومتر. الإجراءات الأمنية مشددة جداً حول القرية الأولمبية».
ولإظهار مدى انفتاحها وسط الانتقادات العالمية لها بخصوص حرية التعبير بالنسبة إلى الصحافيين ومعاملة المنشقين، طلبت السلطات الصينية من الشرطة عدم التدخل في التغطية الإعلامية للصحافيين الأجانب. وكذلك في حالة إلقاء خطب عامة مناهضة للحكومة مرتبطة بحركة «فالون غونغ» المحظورة أو شنجيانغ أو التيبت أو استقلال تايوان.
وقبيل زيارة إلى بكين لحضور افتتاح الأولمبياد، مدح الرئيس الأميركي جورج بوش، في حديث لصحيفة «واشنطن بوست»، الدور الصيني للحد من الطموحات النووية لكوريا الشمالية وإيران، لكنّه انتقد في الوقت نفسه حقوق الإنسان فيها قائلاً: «يصعب حقاً معرفة ما إذا كانت حقوق الإنسان قد تحسنت في الصين».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)