لم تنعكس التشنّجات الأمنيّة انفجاراً في الشارع البوليفي خلال الاستفتاء، مع استمرار ترجيح فوز إيفو موراليس في ظلّ الخشية من مرحلة ما بعد الاستفتاء
بول الأشقر
أدلى الناخبون البوليفيون (وعددهم أربعة ملايين) بأصواتهم أمس، ليقرروا بقاء رئيسهم ايفو موراليس من عدمه بموجب الاستفتاء المصيري. ورغم سيادة الأجواء الحذرة، لم تسجّل أحداث أمنية كبيرة. ويُرجَّح أن تكون نسب المشاركة مرتفعة، تتخطّى مستوى ما بلغته في الانتخابات الرئاسية عام 2005 وانتخابات الجمعية التأسيسية عام 2006. على أن تُعلَن النتائج فجر اليوم بتوقيت بيروت. ودُعي الناخبون في جميع الولايات (باستثناء ولاية مدينة سوكر حيث حصل انتخاب الحاكم قبل شهرين) على الصعيد الوطني والمحلي لتثبيت ولاية الرئيس أو إنهائها.
وانتشر نحو 300 من المراقبين الدوليين الآتين من المنظمات الإقليمية، أهمها منظمة الدول الأميركية و«ميركوسور» والآلاف من المراقبين البوليفيين للتأكد من حسن سير العمليات ونزاهة نتائجها. وعرفت نهاية الأسبوع أجواءً متشنّجة أمنياً، عبّرت عنها كل من الأمم المتحدة ومنظمة الدول الأميركية ومنظمة «ميركوسور»، التي أبدت تخوفها من «الوضع المتفجر». لكن تبقى الخشية الكبرى من أن يقرأ كل طرف النتائج حسب مصالحه، في ظلّ عدم اتفاق الأطراف على قاعدة احتساب النتائج.
ولا أحد يعرف في الواقع ما الذي سيحصل في اليوم التالي من استئناف المفاوضات إذا جاءت نتيجة الاستفتاء «تعادلاً مأساوياً» قد يمدّد الأزمة «الوجودية» ويعمقها. وتدل آخر استطلاعات الرأي على أنّ موراليس وثلاثة من الحكام المعارضين سيحافظون على مقاعدهم. أما مصير الحكام الخمسة الآخرين (ثلاثة معارضين ومواليان) فليس محسوماً بعد. وعرفت بوليفيا نهاية أسبوع هادئة نسبياً بعد أعمال العنف المتزايدة التي ميّزت أحداث الأسبوع الأخير والتي مُنع فيها الرئيس من زيارة الولايات الشرقية بعد احتلال مطاراتها. سبب الهدوء يعود إلى الاتفاق التي توصّلت إليه الحكومة مع الاتحاد العمالي العام ــ الذي يزايد على إيفو موراليس يساراً ــ بشأن مشروع التقاعد الذي يناقشه مجلس النواب حالياً.
في هذا الوقت، يستمر المئات مدعومين من 4 حكام ولايات في إضرابهم عن الطعام في مدن الولايات الشرقية الغنية، لاستعادة الموارد المالية التي حجزتها الحكومة لتمويل برامجها الاجتماعية.