حذّرت طهران، أمس، من أن تشديد العقوبات الأوروبية ضدّها «سينعكس حتماً على تلك الدول التي فرضتها»، إضافة إلى كونه يعرقل المحادثات النووية، التي أعلنت انفتاحها عليها، وتصعّب الأزمة بدلاً من حلّها.وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي، علاء الدين بروجردي، إن «أي خطوة يتخذها الاتحاد الأوروبي قبل إنهاء مباحثات إيران مع مجموعة 5+1 تعدّ خطوة متعجلة ومرفوضة وسيكون لها تأثير سلبي». وأضاف «نظراً إلى الكمّ الهائل للعلاقات التجارية والاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي وإيران، فإنه في حال فرض عقوبات ضد طهران، فمن المؤكد أن الجانب الأوروبي سيتضرر».
وأشار بروجردي إلى أن ما طلبته إيران في رسالة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي إلى المنسّق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا هو «منطقي للغاية»، مشدّداً على أهمية أن يجلس الطرفان إلى طاولة الحوار. ودعا سولانا ومجموعة «5+1» إلى «عقد الجولة الثانية من المباحثات لتسلّم رد إيران الواضح على رزمة مقترحاتها».
من جهته، شدّد المتحدث الحكومي، غلام حسين الهام، في ختام جلسة مجلس الوزراء أول من أمس، على أنه «لا يوجد أي اتفاق على وجهات النظر بين دول مجموعة دول 5+1 بشأن فرض عقوبات جديدة على إيران»، متهماً «بعض الدول بالعمل لتحقيق مكاسب سياسيه من خلال التلويح بفرض عقوبات جديدة لا جدوى منها».
وبهدف تخفيف وطأة العقوبات الدولية المفروضة عليها، قررت الحكومة الإيرانية أن يتولى المصرف المركزي اعتباراً من الآن مهمة اختيار المصارف الأجنبية التي ستودع فيها عائدات النفط الإيراني. وأشار القرار الحكومي إلى أن نسبة العائدات النفطية المقرر أن يتم الإبلاغ عنها تصل إلى 100 في المئة من قيمتها.
ونقلت صحيفة «سرماية» الإيرانية عن مسؤول في وزارة النفط، لم تفصح عن هويته، قوله إن «هذا القرار اتخذ بسبب سلسلة جديدة من العقوبات على إيران، كي يحول دون تجميد الموارد المالية لإيران في المصارف الأجنبية». وأضاف إن «العديد من المصارف الأجنبية وبعض المصارف الصينية حتى، أوقفت تعاملاتها المالية مع إيران وهذه القيود تزداد يوماً بعد يوم».
داخلياً، لفت المتحدث باسم الحكومة إلى أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لم يستخدم كلام المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، آية الله علي خامنئي، بهدف إسكات المنافسين، في إشارة إلى الخطاب الأخير لنجاد في جلسة البرلمان التصويت لمرشحي الحقائب الوزارية الثلاث، الذين طرحهم رئيس الجمهورية.
وغمز إلهام من قناة منافسي نجاد بالقول إن «العناصر التي لم تؤمن بالنظام الإسلامي وولاية الفقيه يوماً حاولت إضعاف وتشوية شخصية رئيس الجمهورية بعد فوز نجاد بهذا المنصب ووصفته بأنه بمثابة رئيس مكتب القائد».
من جهة ثانية، قال كبير مستشاري رئيس الجمهورية، مجتبي ثمره هاشمي، أمس، إن الرسائل التي يبعث بها «الكيان الصهيوني» إلى المسؤولين الأتراك للحيلولة دون زيارة الرئيس الإيراني إلى تركيا «تفتقر إلى الصدقية»، في إشارة إلى انتقاد تل أبيب لأنقرة بسبب استقبالها الرئيس الإيراني الأسبوع الماضي. إلى ذلك، وصل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أمس، إلى طهران في زيارة تستمر يومين ويبدأها رسمياً اليوم.
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي، رويترز)